بين الماضي والحاضر.. كيف يحتفل المصريون بعيد الأضحى؟
تعدد الثقافات ميزة تنفرد بها مصر، فيختلف احتفال المصريون بعيد الأضحى حسب تنوع الأقاليم، ففي الصعيد كان المواطنون يمارسون قديما طقوسا خاصة، مثل حفلات الذكر ومسابقات ركوب الخيل ولعبة التحطيب.
وفي الإسكندرية كانت تنظم حفلات الشواء والغناء على الشواطئ، أما القاهرة فكانت تفتح دور السينما أمام الزوار، وتقام فقرات السيرك الشقية، وسط حالة من البهجة والسرور تحيط بالمحتفلين.
لكن هل ما زالت تلك المظاهر الاحتفالية بعيد الأضحى قائمة في مصر بتعدد أقاليمها، في ظل التقدم التكنولوجي وتنوع وسائل الترفيه، والقيود التي فرضتها جائحة كورونا؟
- الإسكندرية
من قلب المنشية بالإسكندرية يقول حمادة بسيوني 45 عاما، إن الأجواء الاحتفالية بعيد الأضحى اختلفت كثيرا عن الماضي، فلم يعد هناك اهتمام بالسهر على الشاطئ طوال الليل لتناول وجبة السمك المشوي، والاستماع إلى حفلات الغناء التي كانت تضم أبرز النجوم.
واقتصر الأمر على صلاة العيد والأضحية وزيارة الأهل، ثم التوجه البقاء مع الأصدقاء في الأماكن العامة أو حتى الكافيهات.
وأضاف "بسيوني" أن الزمان لم يتغير لكن اهتمامات الأشخاص هي التي قد تغيرت، فالبحر موجود لمن يريد الجلوس بجواره وقضاء وقت ممتع، مشيرا إلى أن وسائل الاتصال الحديثة قللت الاهتمام بالأجواء الاحتفالية العتيقة.
- سوهاج
وفي صعيد مصر أقصى الجنوب وبالتحديد في سوهاج، يحكي الحج كامل عبادي 80 عاما، عن احتفالات الصعايدة بعيد الأضحى فيقول، أنه عندما كان شابا، شهد تجمع أهالي القرية صباح يوم الوقفة استعادا لانطلاق الاحتفالات التي تستمر 4 أيام، حيث تبدأ بالإنشاد الديني بحضور كبار المنشدين وإلقاء قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتابع "عبادي" أن الاحتفالات بعيد الأضحى كانت تتضمن مسابقات الخيل التي يعتلي فيها الشباب خيولهم ويمارسون هواية الفروسية ويتنافسون فيما بينهم على من يطرح الآخر عن صهوة جواده، وغيرها من الألعاب مثل الرقص بالخيول وألعاب التحطيب.
وأوضح أن هذه المظاهر اختفت إلى حد كبير، ولم يعد لها تواجد إلا في قرى معينة، لكن ما زالت للعيد بهجته التي تحلو بلهو الأطفال في الشوارع وزيارة الأهل وتوزيع اللحوم.
- القاهرة
ومن القاهرة يقول على عزوز 30 عاما، إن جائحة كورونا أثرت على شكل الاحتفالات في العاصمة، فلم يعد السيرك كما كان في الماضي، لكن ما زالت القاهرة تحتفظ بعبق الماضي، مردفا أنه رغم دخول المنصات الرقمية التي تعرض الأفلام، وتطور التكنولوجيا إلا أن للسنما ودار الأوبرا مكانة فريدة في قلوب سكان العاصمة.
ويرى "عزوز" أن أجواء الاحتفال بعيد الأضحى في القاهرة، لم تختلف كثيرا عن الماضي، فالنوادي تعمل في الأعياد والحدائق العامة تستقبل الزوار، والمناطق التراثية مثل الأزهر، وشارع المعز ومسجد الحسين، والقلاع التاريخية، لم تتغير، مضيفا أنه يحب قضاء العيد في مركب نيلي في المساء، أو الجلوس على الكورنيش مع أصدقائه، ومن ثم التوجه إلى دار الأوبرا لمشاهدة عرض مسرحي.
فيديو قد يعجبك: