منها رحلات الطيران المنخفضة.. 5 أسباب وراء تغير ملامح السفر
د ب أ-
اختلفت العطلات كليا عما كانت عليه قبل 25 عاما. أصبحت تكلفة السفر إلى الشواطئ تساوي تقريبا تكلفة استقلال سيارة أجرة في مدينتك، وفي النهاية لن تتمكن من الاستمتاع بالمدرج الروماني (الكولوسيوم) مثلا مع كثرة تموضع الآخرين لتصوير أنفسهم أمامه. بل وقد يلازمك الشعور بالذنب حيال تأثير ظروف الطقس سلبا على رحلتك الجوية، أو قد تتأثر من ظاهرة السياحة المفرطة في وجهتك السياحية.
وهذه خمسة أمور تغيرت بسببها ملامح السفر:
1- رحلات الطيران المخفضة:
لم يعد يقتنع غالبية الناس بمنطق العمل بجد طوال العام مع ترقب العطلة السنوية التي تدوم ثلاثة أسابيع، حيث رصد الباحث في دراسات العطلات فيليب فاجنر تزايد الاتجاه خلال الأعوام الماضية نحو قضاء رحلات أكثر وأقصر.
وربط فيليب مباشرة بين هذا التوجه ونمو رحلات الطيران الاقتصادية حول أنحاء العالم، فحينما تجد أن السفر في عطلة نهاية الأسبوع إلى مدينة أخرى سيكلفك أقل من قضاء ليلة في فندق، ستميل بكل تأكيد إلى خوض هذه الرحلة.
ويقول الخبير في السياحة هورست اوباستشوسكي إن هذا جزء من توجه اجتماعي أكبر بخوض تجارب أكثر في وقت أقل. ورغم أن الراحة والاسترخاء لا يزالان هما الحافزان الأكبر لقضاء العطلات، إلا أن هناك رغبة متزايدة في المشاهدة والتجربة والاستمتاع بالمزيد.
2- معلومات أكثر، مفاجآت أقل:
حجزت رحلة طيرانك وإقامتك الفندقية والسيارة التي ستقلك ببضع نقرات من إصبعك، تبحث عن مقهى؟ لا مشكلة، يمكنك استعراض الآراء بنقرة أخرى.
أي طريق نسلك؟ برنامج خرائط جوجل يتولى المهمة. بات من الصعب للغاية أن تواجه مفاجآت خلال عطلتك، أو تستكشف أماكن لم تكن تتوقعها. وخلال تجوالك، دائما ما تتساءل – هل اتخذت القرار الصائب، أم هل فاتك خيارا أفضل؟
يقول أوباستشوسكي إن زيادة المعلومات عن الحد الملائم يمكن أن يجعل عطلة خفيفة مصدر توتر نفسي. وربما لهذا السبب تبقى الرحلات الشاملة الأكثر شعبية. فحينما يتولى منظمو الرحلة مهمة التخطيط، قد لا تطلع على كتيب دليل الزيارات حتى تستقل الطائرة.
3- إذا لم تكن على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي لم تحدث:
قبل العصر الرقمي، كان من المقبول (والمريح) صعوبة التواصل مع المسافر، وغالبا ما كانت بطاقاتك البريدية لا تصل إلى مرسليها قبل أن تعود إلى منزلك. وكان بإمكانك وقتها مشاركة صور مغامراتك بعد عودتك.
يوضح أوباستشوسكي أن الوضع مختلف حاليا بالكامل، والبيت ليس بعيدا أبدا. فمواقع التواصل الاجتماعي تسمح لأصدقائك وأفراد عائلتك بالمشاركة في إجازتك. مما يزيد الضغوط على رحلتك بشكل غير مرغوب فيه.
كتبت المصورة سوزان سونتاج في عام 1977 "ينتهي كل شيء اليوم في إطار صورة " لكن تبدو مقولتها متماشية للغاية مع تجارب السفر في يومنا هذا، حيث أصبحت صور "السيلفي" مهمة بقدر أهمية خوض التجربة نفسها.
4- نمو ظاهرة السياحة الزائدة:
كتب الشاعر الألماني هانز ماجنوز إنتسنسبيرجر ذات مرة أن السائح يفسد ما يسعى إليه. ولطالما كانت الانتقادات ضد السياحة قائمة منذ ظهور مصطلح السياحة نفسه، لكن ظاهرة السياحة المفرطة أصبحت موضوعا مهما حول العالم مؤخرا.
فالعديد من الوجهات السياحية الشهيرة بلغت طاقتها الاستيعابية. وتناقش مقاصد مفضلة على غرار أيسلندا وباريس وبرشلونة وأمستردام وفينسيا الحد من السياحة أو إعادة توجيه الزائرين إلى مواقع جذب ذات إقبال أقل. ويقول النقاد إن نمو خدمات موقع اير.بي.ان.بي الإلكتروني، الذي يقدم إقامات مضمونة لدى السكان المحليين، أدى إلى زيادة الإيجارات.
5- تأثير الطيران على المناخ:
بينما تسيطر قضية التغير المناخي على المناقشات العامة، يوجه المزيد من المراقبين أصابع الاتهام إلى الانبعاثات الصادرة من حركة الطيران الكثيفة. ورغم كونه كان في السابق رمزا للتنقل والحرية، أصبح الطيران موضع فزع للمهتمين بالبيئة الراغبين في قضاء عطلات.
لكن، يقول أوباستشوسكي "إن هناك فجوة كبيرة بين إدراك المشكلة والسلوك الحقيقي". ويضيف أنه في النهاية، قليل جدا من المسافرين يمتنعون عن الطيران لأجل التغير المناخي، فالعطلات تظل هي الأسلوب الأكثر شيوعا للتعبير عن السعادة. "وبالتأكيد لن يتغير بسبب الجدل حول المناخ".
فيديو قد يعجبك: