استكشف تاريخ مصر.. سر هرمي ميدوم وهوارة ببني سويف
د ب أ-
لا يمكنك الوقوف منتصب القامة داخل الممر المنحدر الذي يبلغ طوله 40 مترا داخل هرم ميدوم، وهو أحد الأهرامات التي بناها قدماء المصريين لتكون مقابر فخمة ويبلغ عمره نحو 4500 عام.
يبقى الحراس والمرشدون بالخارج، ويزداد الشعور بالبحث عن كنز خفي، على غرار أفلام إنديانا جونز، مع كل خطوة.
وفي العمق داخل غرفة الدفن، يسود الهدوء تماما. لم يستخدم الهرم أبدا لغرضه المقصود، وهو الدفن. قلبك ينبض بشكل أسرع. فلنخرج من هنا.
كان هرم ميدوم يشكل أسلوبا جديدا في بناء الأهرامات المدرَّجة الشائعة في مصر القديمة. وتم بناؤه من أجل الفرعون سنفرو، الذي ولد عام 2600 قبل الميلاد تقريبا، وهو والد الفرعون خوفو الشهير صاحب الهرم الأكبر الشهير. لكنه لم يكن راضيا عن ميدوم ولم يستخدمه أبدا كمقبرة - لقد قام ببساطة ببناء هرمين آخرين.
يقع هذا الهرم في منطقة ميدوم في محافظة بني سويف، ويبعد نحو 100 كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة. وهو محاط بعدد من الأهرامات التي يمكنك زيارتها دون المعاناة من الازدحام السياحي الذي يحيط بالأهرامات الثلاثة الأشهر في مصر والتي تقع بمحافظة الجيزة جنوبي القاهرة الكبرى.
وتقع منطقة ميدوم على بعد ساعة بالسيارة أيضا من واحة الفيوم، التي تمتاز بالمساحات الخضراء وتعد ملاذا للاستمتاع بالطبيعة بعيدا عن التلوث.
ومن بين الأهرامات القريبة من ميدوم هرم هوارة للفرعون أمنمحات الثالث (من مواليد عام 1800 قبل الميلاد تقريبا) والذي يستحق الزيارة. للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر مخيبا للآمال إلى حد ما - فقد انهار المجمع جزئيا وفقد بعضا من ارتفاعه الأصلي الذي كان يبلغ 58 مترا. لكن هرم هوارة هو أحد أحدث الأهرامات في مصر، وقد بُني بعد قرون من هرم ميدوم والأهرامات الثلاثة الشهيرة للفراعين خوفو وخفرع ومنكاورع.
ويقول المرشد السياحي محمد سعد خضر: "يمكنك أن ترى ما الخطأ الذي ارتكبوه (بناة الأهرامات) هنا". ويوضح أنه تم بناء هرم هوارة من الطوب اللبِن الصغير سهل الحمل. "لكن العديد من قوالب الطوب سقطت مع مرور الوقت، وانهار الهرم جزئيا". كما أن غرفة الدفن لا يمكن الوصول إليها وهي تحت الماء.
النيل هو شريان الحياة في واحة الفيوم، التي تتكون من حقول خضراء خصبة مليئة بنخيل التمر والفواكه والخضروات. لا تزال الزراعة هنا تتم يدويا في الغالب، والحقول مليئة بالمحاريث والحيوانات التي تعين المزارعين.
يجري عدد لا يحصى من القنوات والبحيرات الصناعية الصغيرة عبر الواحة الخضراء، إضافة إلى بحيرة قارون التي تبلغ مساحتها 230 كيلومترا مربعا في الشمال الغربي من الفيوم. وتحظى الوجهة بشعبية كبيرة لدى المصريين لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وسوف يجد المسافرون الذين يرغبون في الإقامة لفترة أطول قليلا الفنادق بجميع النطاقات السعرية.
فيديو قد يعجبك: