بعد إثارة داعية الغضب في أستراليا.. تعرف على رأي الأزهر والإفتاء في امتناع المرأة عن فراش زوجها
كتب- محمد قادوس:
قالت لجنة الفتاوى الالكترونية بدار الإفتاء، رداً على سؤال عبر بوابتها الرسمية يقول: "هل يجوز أن تمتنع المرأة عن زوجها وتساومه ماديًّا على ذلك؟" إن الله تعالى أمر المرأة بطاعة زوجها، وجعل حقه عليها عظيمًا، وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم عِظَم هذا الحق في قوله: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا».. رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقال: حديث حسن صحيح. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ».. متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأوضحت لجنة الفتوى أن عقد الزواج هو عقد على البُضع من جانب الزوجة في مقابل النفقة من جانب الزوج، فما دام الزوج قائما بالحقوق المادية من ملبس ومطعم ومسكن فعلى المرأة واجب تسليم النفس، ولا يجوز لها المساومة في مقابل واجب.
وفي سؤال حول "رأى الدين في الزوجة التي ترفض طلب زوجها أن يجامعها، وليس عندها مانع شرعي (دورة شهرية) أو مرض" قال فضيلة الشيخ محمد خاطر محمد الشيخ، مفتي الجمهورية الأسبق- رحمه الله- إن الزوجة تأثم شرعاً بعدم طاعة زوجها فيما يتعلق بمعاشرتها جنسيا ما لم يكن في ذلك معصية أو يكون لديها عذر.
وأوضح المفتي الأسبق، (في فتوى سابقة بتاريخ 18/ 8/ 1978) أنه لكل من الزوجين حقوق على الآخر، فمن حقوق الزوج على زوجته أن تطيعه في كل أمر من أمور الزوجية فيما ليس فيه معصية، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجىء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح" (متفق عليه). وفى الحديث عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: "والذي نفس محمد بيده لا تؤدى المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه" (القتب ما يوضع على ظهر البعير) (رواه أحمد وابن ماجه). وعلى هذا فامتناع الزوجة عن طاعة زوجها فيما ذكر بالسؤال غير جائز شرعا، ما لم يكن لديها عذر يمنعها من إجابة طلبه، وتكون آثمة في هذا الامتناع.
وحول الرأي الشرعي للمسألة، قال الشيخ "محمد علي العليمي"، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه لا يجوز للمرأة أن تمتنع عن فراش زوجها.
وأكد العليمي أن النبي صلي الله عليه وسلم علمنا أنه "إذا دعا الرجل زوجته الي فراشة فأبت، أي امتنعت، بات غضبان عليها ولعنتها الملائكة حتى ترجع".
كان داعية في أستراليا يدعى نسيم عبدي، قال في أحد مساجد غرب سيدني بأستراليا الأسبوع الماضي إن الملائكة «ستلعن» المرأة التي ترفض طلبات زوجها الجنسية، قائلا «إذا دعا الزوج الزوجة إلى المجامعة ولا يوجد سبب مشروع لكي تقول المرأة لا، فعليها الاستجابة لدعوة زوجها»، ورأى أن «عليها أن تسجيب لطلب زوجها وإلا فتكون قد ارتكبت خطيئة كبرى».
الأمر الذي أثار موجة غضب وانتقادات لدى أستراليين- وفق ديلي ميل أستراليا- حيث أعرب مدافعون عن حقوق المرأة والمدعي العام في ولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا عن قلقهم من وصف الداعية الزوجة التي ترفض ممارسة الجنس مع زوجها تقترف "خطيئة كبرى"، معتبرين الخطبة "خطاب يحض على الكراهية"، وأن «الوعظ شيء غير قانوني ربما ينبغي حظره".
فيديو قد يعجبك: