ما حكم عمل النساء مع الرجال في مكان واحد؟

كتب - محمد قادوس:

ورد سؤال الي دار الإفتاء يقول: "أنا فتاة مسلمة أعيش بدولة أوروبية ودرست هناك، وبعد الدراسة بدأت أبحث عن عمل فلم أجد؛ لأن شرط العمل كان خلع الحجاب فكنت أرفض دون تردد، من حوالي شهر وجد أبي لي فرصة عمل ولم يتشرطوا خلع الحجاب فوافقت، وظروف العمل هي، أعمل كعاملة بثلاجة لحفظ الخضار والفاكهة، عملي هو تقطيع الخضار وتغليفه، والحمد لله ملتزمة بالزي الإسلامي، وزميلاتي بالعمل أوروبيات ليس لي علاقة بهن غير السلام أو إذا كان هناك أي استفسار بخصوص العمل، وليس بيننا أي أحاديث أو اختلاط خارج نطاق العمل، وعندما يبدأ وقت العمل تنشغل كل واحدة بعملها، وأيضًا بسبب وجود كاميرات مراقبة فهم يخافون ،مع العلم بأن أي مكان ندخله تكون فيه كاميرات مراقبة وحتى بالشوارع، وأيضًا لأنني لا أحب الاختلاط أو التقرب منهم، وأيضًا رئيسنا بالعمل تعاملنا معه يبدأ في الصباح عندما يعطينا الأوامر أو إذا كان هناك أي تعديلات في العمل، وإذا وجد أي سؤال تكون الإجابة على قدر السؤال.

والسؤال هو: هل يجوز لي هذا العمل المختلط أم لا، وأنا أحتاج إلى العمل، وزوجي العاقد على من دون دخول أخبرني أن عملي هذا حرام ولا يجوز، وشرطه للموافقة على عملي هذا ألا يكون حرامًا أو مخالفًا للشرع، أرجو منكم الإجابة على سؤالي هل أستمر بهذا العمل مع كونه مختلطًا أولا وهل مالي منه حلال أو حرام؟" وبعد العرض على لجنة الفتوى بالدار جاءت الإجابة على النحو التالي..

لا حرج عليكِ شرعًا في الاستمرار في هذا العمل ما دمتِ ملتزمة فيه بالحجاب والأداب الشرعية، ومالُكِ منه حلال؛ فالذي عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا أن مجرد وجود النساء مع الرجال في مكان واحد ليس حرامًا في ذاته، وأن الحرمة إنما هي في الهيئة الاجتماعية إذا كانت مخالفة للشرع الشريف؛ كأن يظهر النساءُ ما لا يحل لهن إظهاره شرعًا، أو يكون الاجتماع على منكر أو لمنكر أو يكون فيه خلوة محرمة.

والاختلاط المحرم في ذاته إنما هو التلاصق والتلامس لا مجرد اجتماع الرجال مع النساء في مكان واحد.