لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في زمن الكورونا.. الأزهر للفتوى يحسم الجدل في صيام رمضان لو استمر الوباء

11:42 م الإثنين 30 مارس 2020

مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية

كـتب- محمد قادوس:

مع اقتراب شهر رمضان المعظم، وفي ظل رأي بعض الأطباء بضرورة بقاء الفم والحلق رطبا للوقاية من فيروس كورونا، أثير بعض الجدل حول الرأي الشرعي في جواز إفطار شهر رمضان، الأمر الذي استدعى توجه مصراوي بالسؤال : ما حكم صيام شهر رمضان في حال رأى الأطباء ضرورة بقاء فم الصائم رطبا طوال اليوم؛ كإجراء وقائي من العدوى بفيروس كرونا المستجد ( كوفيد – 19)؟.

في رده لمصراوي، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية أنه لم يثبت علميا - حتى الساعة- وفق ما ورد عن الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط – ووزارة الصحة المصرية: من بحوث علمية حول فيروس كرونا المستجد (كوفيد-19 ): أن شرب الماء أو ترطيب الجسم أو الفم بالماء يقي من هذه العدوى بهذا الفيروس ؛ وليس ذلك من الأعمال الوقائية من الإصابة بهذه المرض.

وأضافت لجنة الفتاوى الالكترونية لمصراوي أنه لا يجوز للمسلم الإفطار في شهر رمضان تحت زعم هذه الدعوى المغلوطة علميا؛ حيث لا توجد علاقة بين ترطيب الفم والوقاية من الإصابة بهذا المرض، فإذا أفطر المسلم: أثم، ولزمته التوبة مما فعل، ووجب عليه قضاء ذلك اليوم، ويحرم على المسلم أن يفطر في رمضان إلا بسبب مؤكد يضره ويعرض نفسه للهلاك؛ فعندئذ يجب عليه أن يحفظها ويدرأ عنها ما قد يعرضها للخطر والضرر؛ وإلا كان مذنبا ومستحقا للعقاب على ذلك في الدنيا والآخرة .

وأكدت لجنة الفتاوى أنه إذا ما ثبت علميا بعد ذلك أن لشرب الماء تأثيرا صحيا على بعض الصائمين كإجراء وقائي لهم من الإصابة بهذا المرض بالإفطار في رمضان؛ فيرجع في حكم ذلك للأطباء الثقات وما يرونه؛ للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، وقرارهم ملزم لكل صائم مسلم بالإفطار من عدمه.

وتابعت: وإذا أراد الصائم أن يجعل فمه رطبا؛ لتطمئن نفسه أو لأي سبب آخر، فقد سن له الشرع الحنيف المضمضة حال الوضوء ، فالمضمضة مشروعة للصائم باتفاق العلماء، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة- رضي الله عنهم- يتمضمضون مع الصوم، فيستطيع الصائم الاستعانة بها على ترطيب فمه في أي وقت من نهار شهر رمضان؛ شريطة ألا يبالغ في ذلك كي لا يدخل الماء إلى جوفه فيبطل صومه ؛ لما روي عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أنه قَالَ: هَشَشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ : " أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ مِنْ الْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ " قُلْتُ : لا بَأْسَ بِهِ، قَالَ: فَمَهْ ) ، وقوله: ( أَرَأَيْت لَوْ مَضْمَضْت مِنْ الْمَاء ) : فِيهِ إِشَارَة إِلَى أن مجرَّد المضمضة حال الصوم ليس فيها شيء إذا لم يدخل الماء في جوف الصائم.

وقد عرف مركز الأزهر معني الصيام، قائلاً إنه هو ركن من أركان الدين، وفرض من فرائضه العظيمة، فمن أنكره بغير عذر فهو كافر، ومن تهاون فيه فهو على خطر عظيم، فمتى تحققت أركانه وشروطه وجب على كل مسلم، ومتى اختلت هذه الأركان والشروط فلا يجب على المسلم ولا يصح منه.

وقد ابتلي العالم أجمع بما يسمى فيروسات كرونا حيث تعد هذه الفيروسات – كما جاء في موقع منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط - فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان.

وأشار مركز الأزهر إلى أن الإسلام حث على حفظ النفس وصيانتها بكل الطرق والسبل التي تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر؛ ومن ذلك ما قعده الفقهاء من القواعد الوقائية في الشريعة الإسلامية بقاعدة "الدفع أقوى من الرفع": حيث قرروا فيها بأنه إذا أمكن رفع الضرر قبل وقوعه وحدوثه , فهذا أولى وأفضل من رفعه بعد الوقوع، فهذا من باب العلاج الوقائي؛ لأنه إن أمكن علاج الأمر ودفعه قبل حدوثه فهذا يجنب المجتمع الأضرار والكوارث التي من الممكن أن تحدث إذا لم نسرع بمعالجة الأمور، فدفع الشيء قبل وقوعه أولى من دفعه ورده بعد الوقوع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان