فاز برحلة حج فهل يجب عليه البحث عن مصدر المال؟.. علي جمعة يجيب
كتبت – آمال سامي:
يربح البعض رحلات الحج والعمرة من بعض البرامج أو الشركات، أو يتم ترشيحه واختياره ويفوز برحلة حج، فهل يجوز التفتيش وراء من أهداني رحلة الحج من أين أتت أمواله؟ سؤال أجاب عليه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في لقاء سابق له مع برنامج "والله أعلم" ليجيب قائلًا إن هذا لم يكن نهج الصحابة والسلف الصالح.
وقال جمعة إن السلف الصالح ومنهم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود لم يكونوا يسألون في الهدايا، فذات مرة قال أحدهم لابن مسعود كيف يقبل الهدايا بدون أن يبحث وراءها، فقال له أنه بإهداءه حلت له الهدية وإثمها عليه، "وأنا مالي؟..هفتش في الناس وأحوال الناس؟ مش هاوصل لحاجة".
وقال جمعة إن عدم التفتيش وراء الناس واجب، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وروى جمعة أنه ذات مرة كان يسير مع سيدنا عمر رضي الله عنه، فسقطت عليه بعض قطرات الماء، فسأله هل الماء نجس أو طاهر، فنظر عمر إلى أعلى وقال لصاحب الماء: بالله عليك لا تجب هذا المتنطع، "التفتيش وحش ويجيب الوسواس..فاحنا نخليها سهلة زي ما الصحابة كانت سهلة".
ويروي جمعة أن مشايخه حين كانوا يرون أحدا سهل في الوضوء، ولا يسأل "اسئلة تفتيشية" يقولون له إن هذه من نعم الله عليه، مؤكدًا أن الأسئلة التفتيشية لا تنتهي، فأحيانا كان يسأله أحدهم ومعهم كراسة مكتوب فيها الأسئلة في مسألة واحدة، والله سبحانه وتعالى يقول: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ، قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ"، فالله سبحانه وتعالى علمنا من قصة بقرة بني إسرائيل أنهم كلما سألوا شدد الله عليهم، وقد أسمى الله تعالى سورة البقرة بهذا الاسم حتى يعرفوا أن مدخل الدين ليس التنطع والتكلف الزائد والتشدد والوسوسة، مؤكدًا: "الدين بتاعنا سهل وحلو وجميل".
فيديو قد يعجبك: