يحفظ القرآن ويحل عمليات حسابية صعبة.. تعرف على قصة طفل فلسطيني مصاب بالتوحد
كتبت – سارة عبد الخالق:
على الرغم من عدم معرفته في البداية بحروف اللغة العربية، إلا أنه استطاع أن يحفظ القرآن الكريم كاملا، ورغم صعوبة بعض العمليات الحسابية على أخواته وعلى من هم في مثل عمره إلا أنه يستطيع أن يحلها دون استخدام للآلة الحاسبة.. إنه الطفل الفلسطيني "يوسف شاهين" ذو الـ 12 عاما المصاب بمرض التوحّد منذ ولادته.
تمكن الطفل يوسف من إتمام حفظ القرآن الكريم كاملا، حيث يمتلك ذاكرة قوية مكنته من حفظ كتاب الله كاملا، وتروي والدته قصتها مع ابنها حيث تقول إنها في البداية منذ ولادة طفلها "يوسف" لم تكن تعلم أنه مصاب بمرض التوحد، ولكن تم اكتشاف ذلك عند دخوله المدرسة حيث إن أساتذته لاحظوا أنه لا يستوعب شيئا أثناء فترة الدراسة إلا العمليات الحسابية والأرقام فقط، وعندما توجهت به والدته لفحصه علمت أنه مصاب بمرض التوحد- وفقا لما نقلته وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية.
وأضافت أن طفلها كانت ميوله واضحة في حبه للأرقام والعمليات الحسابية حتى إنه يستطيع أن يحل المسائل الحسابية التي تستعصي على أخوته دون الرجوع إلى الآلة الحاسبة، مشيرة إلى أن "يوسف" لم يستطع أن يتكلم حتى أصبح في الصف الثالث، لكنه كان دائما يحمل المصحف في يده طوال الوقت قبل الذهاب إلى المدرسة، وكان يحب أن ترتل له أمه آيات من القرآن وهو يعيد وراءها، وكان لا يحب أن تنشغل والدته عنه بالأعمال المنزلية، بل يريدها دائما أن ترتل آيات القرآن الكريم على مسامعه، إضافة إلى ذلك كانت جدته صاحبة الـ 70 عاما حافظة لعدة أجزاء من القرآن الكريم، حريصة على ترديد القرآن أمامه وهو يجلس بجانبها منصتا لها، بالإضافة إلى حبه للاستماع إلى قارئي القرآن من المشايخ عبر شاشات التلفزيون حتى صار يميز أصواتهم.
وأوضحت والدته أنها حاولت بشتى الطرق أن تعلمه منذ صغره أحرف اللغة العربية، ولم تتمكن من ذلك، لكنها وجدت ذلك أسهل بكثير منذ ارتباطه بالقرآن الكريم، فتمكنت من ذلك عن طريق القرآن الكريم.
يعد مرض التوحد اضطراباً نمائياً عاماً أو منتشراً تظهر آثاره في العديد من الجوانب الأخرى للنمو وتنعكس عليها، كما أن مثل هذه الآثار تبدو على هيئة سلوكيات تدل على قصور من جانب الطفل- كتاب (التوحد: الأسباب، الأعراض، العلاج) للدكتور حازم خالد.
يذكر أن الطفل "يوسف شاهين" لم يكن الحالة الوحيدة المصابة بالتوحد والتي تتمكن من إتمام حفظ القرآن الكريم، فقد سبقه الصبي المصري "إبراهيم محمد" الذي لم يتجاوز الـ 17 من عمره من سكان العاشر من رمضان بالقاهرة، حيث أتم حفظ القرآن الكريم وفاز بالمركز الأول في مسابقة حفظة القرآن الكريم، ومثله "محمد جوهر" أريتري الجنسية صاحب الـ 13 عاما، يحفظ أيضا القرآن الكريم كاملا ويجيد أحكام التلاوة ويتمتع بجمال نبرة صوته وحسن أدائه- وفق صحيفة الاتحاد الإماراتية-، وغيرهم كثير من أطفال التوحد الحافظين لكتاب الله.
تجدر الإشارة إلى أن هناك دراسات أثبتت فائدة سماع القرآن الكريم في علاج مرضى التوحد، منها دراسة سابقة بعنوان (أهمية القرآن الكريم بعملية التواصل للطفل التوحدي) قامت بها مديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الدكتورة هلا السعيد؛ حيث قامت بها من خلال عملها مع الأطفال التوحديين، و"ثبت أن بعضهم يستجيب عند سماع القرآن، وبعضهم يبدأ بالصراخ والبكاء عند سماعه، وقد دفعها ذلك لاستخدام القرآن الكريم مسموعاً كوسيلة تدريبية تعمل على التواصل بجميع المجالات بالنسبة لهذه الفئة من الأطفال، لذلك قامت بهذه الدراسة لكي تتعرف على مدى استجابة الأطفال التوحديين لسماع القرآن الكريم بعملية التواصل والتعلم"- وفقا لما ذكره (موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية)، و(صحيفة العرب).
فيديو قد يعجبك: