"أم شريك".. قصة صحابية روتها السماء وكانت سببًا في إسلام قومها
كتبت – آمال سامي:
"أم شريك الأسدية".. هي ليست فقط من السابقات في الدخول إلى الإسلام، بل هي أيضًا إحدى دعاته، إذ أسلمت وهي في مكة وكانت تدخل على نساء قريش تدعوهن سرًا إلى الإسلام حتى كشف أمرها لأهل مكة، وقال ابن الجوزي في "صفوة الصفوة" أن اسمها غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية، وقيل عنها أنها هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها وهجرتها إلى المدينة، فلم يقبلها فلم تتزوج حتى ماتت.
تروي أم شريك ما حدث عندما كشف أهل مكة سرها في دعوة نسائهن سرًا إلى الإسلام، إذ أخذها أهل مكة وردوها إلى قومها، إذ كانوا يخشون أن يلحقوا بها الأذى، ولكن قومها فعلوا ذلك، فتقول أم شريك أنها حين عادت لقومها حملوها على بعير ليس تحتها شيء وتركوها ثلاثة أيام لا يطعمونها ولا يسقوها، وكانوا إذا نزلوا منزلًا ربطوها وقيدوها تحت الشمس، واستظلوا هم منها، فمنعوها الطعام والشراب، وهنا حدثت لها معجزة السماء، فتقول: " فبينما هم قد نزلوا منزلا وأوثقوني في الشمس واستظلوا منها ، إذا أنا بأبرد شيء على صدري فتناولته ، فإذا هو دلو من ماء فشربت منه قليلا ، ثم نزع فرفع ، ثم عاد فتناولته فشربت منه ، ثم رفع ، ثم عاد أيضا فتناولته فشربت منه قليلا ثم رفع ، قالت : فصنع بي مرارا ثم تركت فشربت حتى رويت ، ثم أفضيت سائره على جسدي وثيابي ، فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ورأوني حسنة الهيئة ، قالوا لي : أتحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه ؟ قلت : لا والله ما فعلت ولكنه كان من الأمر كذا وكذا ، قالوا : لئن كنت صادقة لدينك خير من ديننا ، فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك".
وعلى الرغم مما قيل إنها وهبت نفسها للنبي ولم يقبلها، إلا أن أبو نعيم الأصبهاني قد ذكر في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" أنها قد أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد تلك الحادثة ووهبت له نفسها بغير مهر، فقبلها ودخل بها، وقيل أن فيها نزل قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا".
فيديو قد يعجبك: