ما يغفل عنه الناس في أيام التشريق

بقلم – هاني ضوَّه :

لا شك أن في العيد فرحة للناس تبادلون فيه التهاني والهداية ويدخلون السرور على قلوب الصغار والكبار، فهي أيام فرح وسرور، ولكن وسط كل هذا فإن لأيام العيد وأيام التشريق الثلاثة فضل عظيم يغفل عنه كثير من الناس، فهي ليست فقط أيام أكل وشرب، بل هي أيام ذكر ودعاء كذلك، وذلك لما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله ".

وأيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي بعد يوم عيد الأضحى، الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشرة من ذي الحجة، والتي وصفها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله سبحانه: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى}، لذا يستحب فيها كثرة الذكر .. والذكر يكون بالتكبير عقب الصلوات، وبالذكر عند ذبح الأضحية، وعند الأكل.

وفي أيام التشريق يكمل الحجيج مناسكهم، أما غير الحجاج يفرحون فيها ويذكرون الله سبحانه وتعالى وتقربون إليه، وقد أمر الله عز وجل حجاج بيته الحرام عقب الفراغ من مناسكم أن يذكروا الله ذكرًا كثيرًا، فقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكرًا}.

وهذا الأمر للحجاج بأن يذكروا الله عند رمي الجمار في هذه الأيام والأمر للمسلمين عامة بالذكر في هذه الأيام فلا يقطعوا باب الخير، وليصلوا الطاعة بالطاعة فإن ذلك علامة القبول، فإن من ثواب الحسنه الحسنة بعدها، لذا كان أحب الأعمال إلى الله سبحانه "الحال المرتحل"، الذي كلما حل ووصل قام مره أخرى وارتحل، يقول تعالى: {فإذا فرغت فانصب} أي فاتعب وجد مرة أخرى وصل الطاعة بالطاعة.

وقد كان سيدنا عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جمل شعائره. كانت السيدة ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد.

ومن شدة الحرص على سنة التكبير عقب الصلوات في أيام التشريق فقد قال الفقهاء إنه إذا نسي التكبير عقب الصلوات في أيام التشريق يقضي التكبير متى تذكره.