لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أعص الله كما شئت .. ولكن بشروط

08:09 م الإثنين 23 فبراير 2015

أعص الله كما شئت .. ولكن بشروط

بقلم - محمود طه:

قال أبن قدامة في كتاب "التوابين" أن رواية حدثت مع إبراهيم بن أدهم وهو أحد العلماء الزاهدين وهو "ثقة بإطلاق" كما قال علماء الجرح والتعديل ويقول الإمام العلم يحيى بن معين إذ يقول في حق إبراهيم رحم الله الجميع: عدل ثقة، وأهل الحديث يعلمون معنى كلمة ثقة، لاسيما إذا كانت هذه الكلمة من إمامهم .

حيث روي أن رجلاً جاء إلى إبراهيم بن أدهم فقال له: يا أبا إسحاق! إني مُسْرف على نفسي فاعْرض عليّ ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً لقلبي .

قال: إن قبلت خمس خصال وقدرت عليهم لم تضرك معصية قط ، ولم تشتهيك لذة فقال: هات يا أبا إسحاق!

قال: أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه.

قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟

قال له: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟

قال: لا، هات الثانية!

قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده.

قال الرجل: هذه أعظم من الأولى! يا هذا ! إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له فأين أسكن ؟

قال: يا هذا ! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟

قال: لا، هات الثالثة!

قال: إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده فانظر موضعاً لا يراك فيه مبارزاً له فاعْصِه فيه .

قال: يا إبراهيم ! كيف هذا وهو مُطَّلع على ما في السرائر؟

قال: يا هذا ! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه، وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟!

قال: لا ،هات الرابعة!

قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له : أخِّرْني حتى أتوب توبة نصوحاً ، وأعمل لله عملاً صالحاً.

قال: كيف ذلك والله جل وعلا يقول: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}..[الأعراف:34]

قال: يا هذا ! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب ، وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير فكيف ترجو وَجْه الخلاص ؟!

قال: هات الخامسة!

قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذونك إلى النار فلا تذهب معهم !

قال: لا يَدَعُونني ولا يقبلون مِنِّي .

قال: فكيف ترجو النجاة إذاً ؟!

قال له : يا إبراهيم ! حسبي حسبي ! أنا أستغفر الله وأتوب إليه . ولَزِمَه في العبادة حتى فَرَّق الموت بينهما.

 

اشترك في خدمة مصراوي للرسائل الدينية القصيرة.. للاشتراك ... أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان