ما أكرمك ربي !
كتبت – سارة عبد الخالق:
ماذا فعل نبي الله يونس – عليه السلام – وهو في ظلمات ثلاث (ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت)؟!
وماذا فعل سيدنا موسى – عليه السلام – عندما قال له – المولى – عز وجل - {اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ}؟!..[طه : 24].
أقرأ معي قوله تعالى في سورة البقرة (آية : 186):{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وفي سورة النمل (آية : 62): {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}.
وٍعن سلمان الفارسي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :(إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين)..[صحيح الترمذي].
يقول الدكتور محمد راتب النابلسي في موسوعته للعلوم الإسلامية: أي الله يستحي من عبده إذا سأله ألا يجيبه، إذا دعاه ألا يلبيه، إذا استغفره ألا يغفر له، إذا تاب إليه ألا يتوب عليه، وقد ورد في بعض الأحاديث الصحيحة أنه: (إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له ؟ حتى يطلع الفجر).
فنبي الله يونس – عليه السلام – دعا ربه .. فأنجاه الله تعالى من بطن الحوت ..وموسى – عليه السلام – أيضا دعاه – سبحانه وتعالى – .. فنصره على فرعون الذي طغى.. فالله – عز وجل - القدير مالك الملك يستحي من عبده أن يطلب منه شيئا ويرده.. ما أعظمك يالله !
ودعاؤك للمولى – جلا وعلا - عبادة روحانية عظيمة.. يكفيك فخرا أن لك ربا كريم حيي يسمع مناجاتك وكلماتك في كل الأوقات وفي كل الأحوال، ولا تحتاج لموعد محدد لتقف أمامه وتطلب منه ماتريد، بل كل ما عليك فعله هو أن تدعوه.. ما أرحمك يالله !
ربك عالم بحالك.. أرفع يدك إليه.. ناجيه.. استغفره.. أسأله الهدايه.. اطلب منه كل ما تريد.. فهو العظيم الذي لا يكل ولايمل من طلبك ولاسؤالك .. ما أكرمك يالله !
فيديو قد يعجبك: