عادة إذا كانت فيك أصبحت من شرار خلق الله.. تعرف عليها لتحذرها!
بقلم – هاني ضوه:
كل واحد منا لديه من العادات والأخلاق الحسن والسيئ، ولكن هناك بعض العادات السيئة التي قد تورد صاحبها المهالك في الدنيا والآخرة، ومن بين تلك العادات التي هي للأسف منتشرة جدًا في زماننا، ووصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من لديه تلك العادة بأنه "من شرار خلق الله" .. فما هي تلك العادة؟!
من عادات النفس البشرية السيئة كثرة القيل والقال، ونقل الأحاديث في المجالس مما يثير الضغائن والكراهية، ويخرب البيوت، بل قد تفسد المجتمع بأكمله، لما في ذلك من إثارة كراهية بين الناس، لذا فقد ذم الله سبحانه وتعالى ونبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من يمشي بالنميمة بين الناس.
يقول تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}، وقال كذلك: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}، وقد فسر العلماء معنى (هماز مشاء بنميم) بأنه الشخص الذي يمشي بين الناس ينقل الأحاديث ليفسد ذات البين، ويوقع الناس في الكراهية.
والنمام من شرار عباد الله، كما جاء في الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة، والمفرقون بين الأحبة، الباغون البرآء العنت".
ويدخل ضمن النميمة إطلاق الشائعات التي تفسد المجتمع، لذا فقد قال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "أيما رجل أشاع على رجل كلمةً وهو بها بريء ليشينه بها في الدنيا، كان حقاً على الله أن يذيبه بها يوم القيامة بالنار".
ومن الأسباب التي تدفع الناس إلى النميمة هي الحسد والبغضاء وحب الكذب والتشفي في الناس، فلا يكاد النمام يرى شخصًا حياته مستقره ويحظة بحب الناس من حوله، إلا وسعى بالنميمة لشوه صورته وينفر الناس منه.
ولكي يحفظ الإنسان نفسه من الوقوع في النميمة فعليه أن يراقب الله سبحانه وتعالى في كل ما يقول، فلو علم النمام أن الله سبحانه وتعالى مطلع عليه وشاهد، وكفى بالله شهيدًا، لاستحى أن يمشي بالنميمة بين الناس، ولسعى في إصلاح ذات البين لا إفساده.
وعلى المرء أن يحفظ لسانه في كل ما يقول، ولا ينطق إلا بخير، ولا يتكلم إلا بسبب لأن كثر الكلام قد توقع الإنسان في المهالك والمعاصي دون أن يدري، وفي النصيحة النبوية الشريفة لنا ما يعد دستورًا لنا عند الكلام، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" ففي هذا الحديث نص صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم الشخص إلا إذا كان الكلام خيرًا، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم.
كذلك حسن الظن في الناس يقطع الطريق على من يمشون بالنميمة لوقعوا بينهم ويثيروا الضغائن والبغضاء. والأهم من ذلك عدم نقل الكلام الذي فيه مفسدة أو قد يؤدي إليها حتى لا نتشارك مع من ينقلون النميمة في الإثم.
فيديو قد يعجبك: