لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تسبيح الكائنات لله.. القرآن والسُّنة يؤكدان وعلماء يفسرون

05:48 م الإثنين 21 مايو 2018

تسبيح الكائنات لله.. القرآن والسُّنة يؤكدان وعلماء

إعداد- سارة عبد الخالق:

الحيوانات والحشرات والهوام والجماد، والكائنات جميعها تسبح الله- عز وجل -، وهناك الكثير من الأدلة في كتاب الله وفي سنة رسوله – صلوات الله عليه - التي تؤكد ذلك.

فكل شيء يسبح بحمده- جل وعلا-، يقول سبحانه وتعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}.. [الإسراء: 44]، ويقول تعالى أيضا: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}.. [النور: 41]، وفي [سورة الجمعة: 1]: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.

- تسبيح الرعد والملائكة:

ويوضح القرآن الكريم في أكثر من موضع تسبيح المخلوقات كالرعد والملائكة والجبال والطيور، يقول الله تعالى في [سورة الرعد: 13]: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}.

- تسبيح الجبال والطير:

وفي [سورة الأنبياء: 79]: {... وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ}.

وتأتي السنة المطهرة أيضا مؤكدة وموضحة في أكثر من حديث شريف أن الكائنات تسبح بحمد الله- سبحانه وتعالى-، منها ما جاء في:

- تسبيح النمل:

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: قرصت نملة نبياً من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه : أن قرصتك نملة فأحرقت أمة من الأمم تسبّح) – صحيح البخاري.

- تسبيح الحصى:

عن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – قال: إني انطلقت ألتمس رسول الله في بعض حوائط المدينة فإذا رسول الله قاعد فأقبل إليه أبو ذر حتى سلم على النبي، قال أبو ذر: وحصيات موضوعة بين يديه فأخذهن في يده فسبحن في يده، ثم أخذهن فوضعهن على الأرض فخرسن ثم أخذهن فوضعهن في يد عمر فسبحن في يده ثم أخذهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن فوضعن في الأرض فخرسن) – تخريج كتاب السنة.

- تسبيح الطعام:

عن علقمة بن قيس – رضي الله عنه – عن عبد الله قال: إنكم تعدون الآيات عذابا وإنا كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام، قال وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع بين أصابعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم حي على الوضوء المبارك والبركة من السماء حتى توضأنا كلنا) – صحيح الترمذي.

وفي كتاب (التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه - المجلد الأول، تأليف د. محمد بن إسحاق كندو)، قال أصحاب التفسير في تسبيح الكائنات:

(الأدلة من الكتاب والسنة والآثار متضافرة – بما لايدع مجالا للشك والتردد – على تسبيح الكائنات كلها لله تعالى تسبيحا حقيقيا بلسان المقال، فضلا عن لسان الحال الذي هو دلالتها – بظهور آثار الصنعة الإلهية فيها – على عظمة خالقها وكماله وتنزهه عن العيوب والنقائص والشركاء والأنداد.

ولكن الذي يستغرب له أنه مع تنوع الأدلة ووضوحها في هذا الباب، فإن أصحاب التفسير وغيرهم من المؤلفين قد اختلفوا في التسبيح المسند إلى الكائنات: هل هو بلسان المقال أو بلسان الحال؟

فذهب قوم إلى أن ما جاء في القرآن من تسبيح ما في السماوات والأرض لله تعالى، ومن تسبيح كل شيء لله تعالى، محمول على التسبيح المجازي، أي: على التسبيح بلسان الحال، لا بلسان المقال.

إلا أن منهم من خص ذلك بتسبيح غير العقلاء من الكائنات، فقال: إن تسبيح العقلاء وهو: الملائكة والإنس والجن حقيقي بلسان المقال، وتسبيح غير العقلاء من الحيوانات والنباتات والجمادات مجازي بلسان الحال.

ومنهم من خصه بتسبيح غير الحيوان، فقال: إن تسبيح الحيوان – ناطقا كان أو غير ناطق – حقيقي، أما الناطق فمعلوم، وأما غير الناطق فيمكن من التسبيح منه بصوته. وغير الحيوان كالجمادات تسبيحه مجازي بلسان الحال.

وأبى بعضهم هذا التخصيص- بنوعيه -، فقالوا: ينبغي حمل التسبيح المسند إلى الكائنات على المجاز، وعدم التفريق فيه بين العاقل وغير العاقل أو بين الحيوان وغير الحيوان، لئلا يكون جمعا بين المجاز والحقيقة بلفظ واحد.

وسلك آخرون منهم مسلك الجمع، فقالوا إن العاقل يسبح بوجهين: بلسان المقال، وبلسان الحال. وغير العاقل إنما يسبح بلسان الحال، لاستحالة تسبيحه بلسان المقال، فيكون التسبيح بلسان الحال قدرا مشتركا من الكائنات).

من جهة أخرى، جاء في كتاب (الحيوان في القرآن الكريم: الموسوعة الميسرة للإعجاز العلمي في القرآن الكريم للدكتور زغلول راغب محمد النجار) أنه من رحمة الله – سبحانه وتعالى – بنا أنه حجب عنا أصوات تسبيح المخلوقات، ولولا ذلك لأصبحت الحياة جحيماً لا يطاق إذا تكاثرت الأصوات من حولنا وتداخلت دون توقف أو انقطاع، ولأدى ذلك إلى تعطل قدرات الإنسان عن كل من العمل والتفكر والتدبر والعبادة ولحرم النوم والراحة والاستجمام، بل لفقد الإنسان عقله إذا استمع إلى جميع ما في الوجود من حوله وهو يتكلم في وقت واحد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان