لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى رحيل إمام الدعاة.. 20 عاماً على رحيل الشيخ الشعراوي

04:06 م الأحد 17 يونيو 2018

الشيخ محمد متولي الشعراوي

القاهرة- مصراوي:

تمر اليوم الذكرى العشرون على وفاة رجل يعد عَلماً من أعلام الأمة وكوكباً من كواكب الهداية في سمائها، عاش عمره في خدمة العلم والقرآن والإسلام، رجل يتفق العديد من العلماء على أنه ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَنْ يجدد لها دينها" إنه إمام الدعاة وكوكبة العلم والدين الشيخ محمد متولي الشعراوي- (15 ربيع الأول 1329 هـ / 15 أبريل 1911 - 22 صفر 1419 هـ / 17 يونيو 1998م).
الشيخ محمد متولي الشعراوي هو عالم دين، وإمامٌ مصري، ووزير أوقاف سابق، وهو من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، حيث فسرها بكل بساطة ووضوح، مما جذب الكثير من المسلمين في أنحاء العالم للاستماع إليه، وكان يلقب بإمام الدعاة.

مولد الشيخ وحياته العلمية

ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في الخامس عشر من شهر إبريل من عام 1911م، في قرية تسمى دقادوس التابعة إلى مركز ميت غمر الذي يتبع لمحافظة الدقهلية في جمهورية مصر العربية، وفي الحادية عشرة من عمره حفظ القرآن الكريم، والتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري في عام 1922م، حيث ظهرت عليه علامات النبوغ، وحفظه للشعر منذ صغره، وحصل في عام 1923م على الشهادة الابتدائية الأزهرية، والتحق بالمعهد الأزهري الثانوي بعد ذلك، وكان مميزاً بين زملائه بنبوغه، وقوة حفظه، حيث اختير رئيساً لاتحاد الطلبة، كما اختير رئيساً لمجع أدباء الزقازيق.
أراد أبوه أن يأخذه إلى الأزهر الشريف في القاهرة فرفض، لكنه أصرّ على إرسال الشيخ محمد هناك، فدفع تكاليف السفر والسكن له، فما كان من محمد الابن إلا أن اشترط على والده أموراً تعجيزية كي لا يذهب، فطلب منه أن يشتري له كَمّاً هائلاً من الكتب بأسعارٍ غالية، ولكن أباه كان فطناً، حيث اشتراها كلها، وقال لابنه: أعلم أن هذه ليست جميعها مقررة لك، ولكنني اشتريتها لكي تذهب إلى الأزهر الشريف. وفي عام 1937م التحق الشيخ محمد متولي الشعراوي بكلية اللغة العربية في الأزهر الشريف.

تزوج الشيخ محمد متولي الشعراوي بناءً على طلب والده وهو في الثانوية من فتاة اختارها له، فأنجب ثلاثة أولاد، وكان من أسباب نجاح زواجه على الرغم من صغر سنه الاختيار الحسن للزوجة، والتفاهم، والقبول والرضا بينهما.

تفسير الشعراوي:

تفسير الشعراوي أو خواطر الشعراوي هي تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي أو خواطره حول القرآن الكريم. وهو أشهر كتب التفاسير الحديثة، ويضعه البعض في مكانة الكتب المجددة لأمر الدين. انتشر التفسير عن طريق الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، واعتمد على قدرات صاحبه اللغوية والفقهية الفذة في تفسير القرآن الكريم التي شهد له بها علماء عصره في حياته وبعد مماته، حيث استغل طاقات اللغة في فهم النص القرآني وإيصاله إلى الناس بأسلوب عصري تفرد به وحده دون غيره من العلماء، وقد كان تفسير الشيخ الشعراوي مؤثرا بحيث ينزل بفهم النص القرآني إلى جميع مستويات العقول والأفهام البشرية على مختلف تنوعها واتجاهاتها، بحيث يدرك معناه ومغزاه، ولذلك أعجبت به الجماهير من ذوي الثقافات العالية والمتوسطة والعوام، الذين يمثلون نسبة كبيرة من العالم الإسلامي.

خواطره حول تفسير القرآن:

بدأ الشيخ محمد متولي الشعراوي تفسيره على شاشات التلفاز قبل سنة 1980م بمقدمة حول التفسير ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة، وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف، وحالت وفاته دون أن يفسر القرآن الكريم كاملا.
يذكر أن له تسجيلاً صوتياً يحتوي على تفسير جزء عم (الجزء الثلاثين).
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي موضحـًا منهجه في التفسير: خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيراً للقرآن، وإنما هي هبات صفائية، تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات.. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره، لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلغ وبه علم وعمل، وله ظهرت معجزاته، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي " افعل ولا تفعل..".
اعتمد الشعراوي في تفسيره على عدة عناصر من أهمها:
- اللغة كمنطلق لفهم النص القرآني.
- محاولة الكشف عن فصاحة القرآن وسر نظمه.
- الإصلاح الاجتماعي.
- رد شبهات المستشرقين.
- يذكر أحيانا تجاربه الشخصية من واقع الحياة.
- المزاوجة بين العمق والبساطة وذلك من خلال اللهجة المصرية الدارجة.
- ضرب المثل وحسن تصويره.
- الاستطراد الموضوعي.
- النفس الصوفي.
- الأسلوب المنطقي الجدلي.
- في الأجزاء الأخيرة من تفسيره آثر الاختصار حتى يتمكن من إكمال خواطره.

المناصب التي تولاها:
في عام 1960م: عُيّن وكيلاً لمعهد طنطا الأزهري.
في عام 1964م: عين مديراً لمكتب الإمام الأكبر حسن مأمون.
في عام 1972م: عُيّن في جامعة الملك عبد العزيز رئيساً للدراسات العليا.
في عام 1976م: عُيّن في مصر وزيراً للأوقاف المصرية.
في عام 1980م: أصبح عضواً في مجمع البحوث الإسلامية. الجوائز التي حصل عليها مُنح وسام التقاعد من الدرجة الأولى في عام 1976م عندما بلغ سن التقاعد.
منحته جامعة المنصورة وجامعة المنوفية الدكتوراة الفخرية في الآداب.
حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في عام 1983م وعلى وسام الدعاة في عام 1988م.

* مصادر:
- محمد الجوادي "الأزهر الشريف والإصلاح الاجتماعي والمجتمعي"
- خواطر الشيخ الشعراوي
- موقع إمام الدعاة محمد متولي الشعراوي
- موسوعة ويكيبيديا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان