الأمانات المقدسة .. رحلة المقتنيات النبوية من المدينة المنورة إلى إسطنبول
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
-
عرض 20 صورة
كتب – هاني ضوه :
من منا لا يحلم بأن يرى أثرًا من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟! .. ومن منا لا يسعى أن تتكحل عيناه برؤية شعرات أو قطعة من ملابس الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسلم؟! الأمر ليس مستحيلًا فقد تتاح لك الفرصة لنيل هذا الشرف العظيم، وسأخبرك كيف؟
هناك في إسطنبول .. حيث قصر "طوب قابي" يوجد جناح للأمانات المقدسة التي تضم آثارًا ومقتنيات نبوية شريفة كسيف النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، وعصاه، وضرسه الذي كُسر وجزء من شعره وأحد خطاباته وسيوف الصحابة ومفاتيح الكعبة وغيرها من المقتنيات المهمة والنادرة التي تم نقلها من الحجرة النبوية بالمدينة المنورة إلى إسطنبول.
ولكن كيف بدأت رحلة الأمانات المقدسة بداية من حفظها في المدينة المنورة كل هذه السنوات، ثم نقلها إلى إسطنبول في عهد السلاطين العثمانيين؟!
لم يكن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ليتركوا أثرًا من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو شيئًا يخصه ولا يعتنون ويحتفظون به، والشاهد في ذلك ما ورد عن السيدة أسماء بنت سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنها عن جبة سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله التي كانت عندها "وأخذتها عن السيدة عائشة رضي الله عنها حسبما رواه الإمام مسلم في صحيحة: "هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْرَجَتْ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ، وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ، فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَلْبَسُهَا، فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا".
ليس ذلك فحسب بل كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يحتفظون بشعرات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتتبعون آثاره أثرًا أثرًا مثلما كان يفعل عبدالله بن عمر.
وتبرك الصحابة الكرام بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أمرًا شائعًا. فقد رُوي عن أنس بن مالك قال:"رأيت رسول الله والحلاق يحلق شعر رأسه وقد أطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل". وهكذا احتفظ الصحابة رضوان الله عليهم بشعرات النبي الشريفة ومقتنياته، وقد تبرك بها الصحابة في حياتهم وبعد انتقاله كما تبرك بها التابعون وتابعوهم وشملت كل ما مسّه من طعام أو أدوات كماء وضوئه وسؤر شرابه بقايا طعامه وملابسه، فكان الصحابة يتداوون بماء وضوئه بل من لم يصب بللاً من ماء وضوئه كان يأخذ من بلل يد صاحبه كما ذكر ذلك الإمام البخاري في كتاب الصلاة.
وحفظ كل هذه الآثار والمقتنيات النبوية وغيرها في الحجرة النبوية الشريفة على مدار عقود من الزمان وكذلك هدايا أهداها الملوك والسلاطين للحجرة النبوية الشريفة.
كيف وصلت لتركيا؟
في عام 1917م أثناء الحرب العالمية الأولى عندما اضطر العثمانيون إلى إخلاء المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، وصدر قرار بإرسال بعض الأمانات المباركة مع الهدايا التي أرسلت مع المحمل الشريف ومواكب الصرة عبر قرون إلى قصر "طوب قابي" بإسطنبول وذلك خشية عليها من الضياع.
وحينها ذهب قائد القوات الحجازية فخر الدين باشا إلى شيخ الحرم "زيور بك" واستفتاه في ذلك فلم ير في نقل الأمانات إلى إسطنبول بأسًا، فأعد فخر الدين باشا العدة لنقل المقتنيات المباركة في ظروف أمنية مشددة، وتم إرسالها إلى قصر "طوب قابي" بأمان في قطار الأمانات المقدسة.
ماذا تضم الأمانات المقدسة؟
قد تتفاجئ أن الأمانات المقدسة التي نقلت إلى اسطنبول على سبيل "الأمانة يزيد عدد عن 390 قطعة نفيسة، حيث قامت الدولة العثمانية حينها بتوثيقها بشكل دقيق وبكامل أوصافها، حيث ضمت شعرات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وضرسه الذي كسر في غزوة أحد وعمامته وعصاه وبردته وسيوفه وغيرها من الآثار النبوية، فضلًا عن مصاحف أثرية، ومجوهرات وشمعدانات ذهبية بالإضافة إلى سيوف ولوحات مرصعة بالألماس، وما لا يحصى من المباخر والعلاّقات وغيرها من القطع الأثرية المهمة التي أهديت إلى الحجرة النبوية الشريفة.
واحتوت وثائق الأرشيف العثماني ملفاً حول الأمانات المنقولة من الحجرة النبوية إلى استانبول و هو الملف محفوظ تحت تصنيف (DUIT 2-3/52) (الملف التصنيفي للإرادات) ويتضمن تسع خطابات صادرة من جهات رسمية عليا في الدولة العثمانية توثق هذه الأمانات بالتفصيل.
قاعات الأمانات المقدسة:
في عام 1478 ميلاديًا أمر السلطان محمدٌ الفاتح بإنشاء جناح الأمانات المقدَّسة في قصر "طوب قابي"، وقد زدات الأتمام بجمع الأمانات بعد فتح مصر على يدي السلطان سليم في عام 1517 بعد أن توافرت عديدةً مع اتساع وامتداد الإمبراطورية على الأرض وفي الزمن.
البردة النبوية
يوجد في الزاوية اليسرى من الغرفة الخاصة - غرفة العرش سابقًا - شبكة الأمانات المقدسة التي صُنعت بأمر السلطان، وفي هذه الشبكة يوجد صندوق من الذهب منقوش بالآيات القرآنية والزخارف البديعة، أَمر بصنعه السلطان عبدالعزيز 1861 - 1876 كوعاء يحفظ فيه صندوق أصغر - مِن الذهب أيضًا - هو الذي يضم بداخله البردةَ النبوية الشريفة، أما البردة نفسها فقد وُضعت في بقجة من الحرير مطرَّزة رائعة، وهي البردة التي أهداها النبي للشاعر كعب بن زهير، بعد أن ألقى في حضرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قصيدته الميمية الشهيرة؛ سميت لذلك بقصيدة البردة.
وانتقلت البردة من الأمين بعد زوال ملكهم إلى العباسيين، ثم انتقلت إلى مصر مع آخر الخلفاء العباسيين، وعندما فتح السلطان سليم مصرَ تسَلَّم البردة النبوية في العاشر من فبراير 1517م مع باقي الأمانات المقدسة، وحُمِلا معه جميعًا إلى قصر طوب كابي.
سن للنبي
وتضم الأمانات المقدسة كذلك جزء من سن من أسنان النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في بقج مرصعة، داخل محفظة على شكل علبة فضية مزخرفة، وهي السن التي انكسرت أثناء موقعة أحد، وهناك العلبة التي يحتفظ فيها بشعرة من اللحية النبوية الشريفة، وهي مصنوعة من الزجاج، وحولها إطار من الذهب، ويتم وضعها في علبة فضية مزخرفة.
ماء غسل النبي وتراب من قبره
ومن ضمن الأمانات المقدسة قدر من ماء غسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي علبة ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة، يوجد تراب جُلِب من ضريح النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
وهناك بالمتحف حجر عليه أثر القدم الشريفة، والسجادة النبوية، والقوس النبوي، وماء الغسل النبوي.
العلم النبوي
وضمن الأمانات المقدسة يوجد علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يحمل في الغزوات، وهو محفوظ داخل صندوق من الذهب.
رسائل النبي
كما حفظت رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المقوقس ملك الروم سنة 627م، وهي محفوظة داخل إطار مِن الذهب، وصنع لها أيضًا صندوقًا من الذهب المزخرف بحليات رائعة، وقد كتبت الريالة على الجلد تلتَفُّ من وسطها، وقد وضع إلى جانبها لوحة كتب عليها نص الرسالة، وكل ذلك بأمر من السلطان عبد المجيد.
21 سيفًا
وتتضمن الأمانات المقدسة 21 سيفًا أثنان منها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم موضوعان على حشية من المخمل الأزرق، فوق صندوق من الفضة المزخرفة، والباقي منسوب إلى الخلفاء الراشدين.
السيف الموجود في المقدمة أمَر السلطان أحمد الأول بصنع غمده وقبضته من الذهب الخالص، وتم ترصيعه بالأحجار الكريمة، كما أمر بإعادة صنع السيف الثاني على نفس الطراز، وقد تم إصلاح أغمادٍ وقبضاتٍ ونصالٍ لمعْظَم السيوف في عهود السلاطين العثمانيين، كما غُلِّفَت بالمعادن الثمينة، ورُصِّعَت بالأحجار الكريمة.
وهناك سيوف تنسب إلى كل من: داود، أبي بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، زين العابدين، الزبير بن العوام، أبي الحسن، جعفر الطيار، خالد بن الوليد، وعمار بن ياسر - رضي الله عنهم.
خاتم النبي
كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ختمًا يختم به رسائله إلى الملوك وغيرهم، وهو ضمن الأمانات المقدسة، وهو عبارة عن خاتم مصنوع من حجر العقيق، وهو بيضاوي الشكل، في حجم فص خاتم كبير، منقوش عليه عبارة "محمد رسول الله".
مصحف عثمان
على جلد غزال كتب هذا المصحف المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو ضمن الأمانات المقدسة، وهو المصحف الذي كان يقرأ فيه سيدنا عثمان لحظة استشهاده في بيته لذا يلاحظ عليه أثر دماءه.
آثار خاصة بالكعبة
ليست فقط الآثار النبوية هي المحفوظة في الأمانات المقدسة، بل هناك أيضًا بعضَ الأمانات الخاصة بالكعبة المشرفة، فيوجد مفتاحا الكعبة والقفل، وكلٌّ من الفضة، وكذلك توجد ستارتان مأخوذتان من عطاء الكعبة، وتزيِّنان جدران الغرفة الخاصة، وعليها نجد آياتٍ قرآنية.
وللحجر الأسود محفظة من الذهب الخالص، داخل خزانة بلورية، موجودة في غرفة كان السلطان يوزع فيها الهدايا على زائريه ليلة نصف رمضان، بعد زيارته للبردة الشريفة.
وهناك مزاريب في غرفة السعادة صنعت الكعبة، منها مزراب صنع من الفضة والذهب بأمر من السلطان سليمان القانوني 1520 - 1566، وهناك مزراب صنع بأمر السلطان أحمد الأول، ومحفظة فضية أمر بصنعها السلطان المراد الرابع؛ ليوضع فيها المزراب الفضي الذي صُنع بأمر السلطان سليمان القانوني، وتوجد على المحفظة آيات قرآنية.
آثار لأنبياء ورسل
وتشرفت الأمانات المقدسة كذلك بوجود مقتنيات تنسب إلى عدد من الأنبياء والرسل الكرام عليهم وعلى نبينا محمد الصلاة وأتم التسليم، ومنها طَنْجَرة، يُقال: إنها لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وعَصًا تُنسب إلى سيدنا موسى عليه السلام، وقميص سيدنا يوسف عليه السلام.
مصادر:
- كتاب " آثار الرسول صلى الله عليه وسلم في جناح الأمانات المقدسة في متحف قصر طوب قابي بإسطنبول" - حلمي إيدين ومحمد صواش.
- من وثائق الأرشيف العثماني:المدينة المنورة قبيل الحرب العالمية الأولى - سهيل صابان.
- "تركيا" متاحف العالم - إعداد نيقولاص هيميلار، وروس لوتشار، وهيلدجارد توما.
- تقرير توثيق بالأرشيف العثماني المعروف بأرشيف رئاسة الوزراء في إستانبول، تحت تصنيف يلدز MTV.526/73.
- الأرشيف العثماني، تصنيف Duit 52/2-3.
فيديو قد يعجبك: