جمعة: من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن المكان والزمان مخلوقان، والله سبحانه وتعالى لا يحيط به شيء من خلقه، بل هو خالق كل شيء، وهو المحيط بكل شيء، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ.
وأضاف فضيلته: وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم: " كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان؛ لم يتغير عما كان "، ومن عبارات السلف الصالح في ذلك:
قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: " مَنْ زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك؛ إذ لو كان في شيء لكان محصورًا، ولو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان من شيء لكان مُحْدَثًا " ا هـ.
وقيل ليحيى بن معاذ الرازي: أَخْبِرْنا عن الله عز وجل، فقال: إله واحد، فقيل له: كيف هو؟ قال: ملك قادر، فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد، فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟ فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه.
وسُئِل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، فقال: " أثبت ذاته ونفى مكانه؛ فهو موجود بذاته والأشياء بحكمته كما شاء " ا هـ.
وكتب فضيلته، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، مستشهدا بما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر؛ لأنه تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس في صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالُها ومن الأسماء حُسْنَاها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراكِ إدراكُ، والبحث في كنه ذات الرب إشراكُ.
فيديو قد يعجبك: