جمعة: ما نعيشه من فتن بسبب ابتعادنا عن منهج الله ورسوله
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله ﷺ أراد بنا كل خير في ديننا ودنيانا، فقال (ص): «ما تركت شيئا يقربكم من الله يقربكم من الجنة إلا وأمرتكم به، وما تركت من شيء يبعدكم عن الله يبعدكم عن النار إلا ونهيتكم عنه».
وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: فلا سبيل لسعادتنا، وهدوء أنفسنا، وراحة قلوبنا إلا في الحياة على مراد الله، ولذا فإن رسول الله ﷺ عندما أرشدنا إلى كل خير يقربنا من الله ومن الجنة، فقد أراد لنا في نفس الوقت سعادة الدنيا، حيث إن الإنسان يشعر وهو يسير على منهج الله بالرضا عن نفسه والرضا عن الدنيا، حيث يرى الله في كل شيء.
وكتب فضيلته: لا شك أن ما نعيش في من فتن كان بسبب ابتعادنا عن منهج الله في حياتنا بكل مجالاتها، فحدث ابتعاد عن منهج الله في طريقة التفكير، وطريقة الخطاب، وطريقة التعامل في كل شيء مما أوجد تلك الفتن التي تجعل الحليم حيران.
وبين فضيلة المفتي أن تلك الفتن التي غبشت الصورة، وحاولت قلب الحقائق، وخلطت الأوراق، تلك الفتن التي لا يعرف الإنسان بسببها كيف يسير، وأين يسير، ومتى يتوقف ؟ فتن تجعل التمسك بدين الله عسير لمعاندة أصحاب الأهواء، فتن قال فيها النبي ﷺ : «إذا رأيت شحًا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم» [رواه الترمذي والحاكم في المستدرك].
تلك الفتن التي من آثارها وأسبابها وربما من مظاهرها ما ذكره النبي ﷺ حيث قال : «يأتي على الناس سنوات جدعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيهم الرويبضة. قيل يا رسول الله ﷺ : وما الرويبضة ؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» [أحمد وابن ماجة والحاكم].
واكد فضيلته أن رسول الله ﷺ ترك لنا من أنواره أحاديث تسلي قلوبنا، وتهدئ أنفسنا، فجعلنا مع رؤية تلك الفتن نزداد يقينًا بصدقه ﷺ وصدق رسالته، ترك لنا النبي ﷺ من أنوار النبوة أحاديث أشراط الساعة، وعلامات القيامة لتحقق تلك التسلية للقلوب، والتهدئة للنفوس......(يتبع)
فيديو قد يعجبك: