في صميم الدين.. المفتي السابق يحذر من ثلاثة: التفتيش والتنطع والورع الكاذب
(مصراوي):
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن قصة البقرة (فى سورة البقرة) تعلّم المسلمين كيف يتعاملون مع الفقه، ومع الأحكام الشرعية.
وأوضح فضيلة المفتي السابق أن الفقه والأحكام الشرعية هي أحكام من عند الله، فوجب عليك أيها المسلم أن لا تفتش وأن لا تسأل عن أشياء إن تبد لك تسؤك "دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم"، قال تعالي {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ}، {بِهَا} أي بسببها.
وتابع جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، مستشهدًا بسورة البقرة في القرآن الكريم، قائلاً: وهنا في البقرة يعلمك كيف تفكر؟ وكيف تتعامل مع أوامر الله، وأن هذا الدين مبناه اليسر لا العسر، وأن الدين مبناه اليقين لا الشك، وأن الدين مبناه المصلحة لا المضرة والمفسدة والضرر "لا ضرر ولا ضرار"، وأن الدين مبناه النية الصالحة المخلصة، فالأمور بمقاصدها "إنما الأعمال بالنيات"، والدين ليس هو أن تُحَلِّي ظاهرك وتظهر علامات علي جسدك، ولكنه ما وقر في القلب وصدقه العمل "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" وهكذا، وتسمية الله سبحانه وتعالى للسورة بكاملها البقرة فيها إشارة إلى أن نلتفت ونحن نقرأ هذه السورة، نلتفت إلي تلك القصة فهي من أهم مكونات عقل المسلم، وإن كان الله قد ضربها على أقوام سابقين، وإن كان الله قد تكلم عن أشياء أخري ولكن المقصود هو الفكر الذي وراء أصحاب هذه البقرة {وإذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً} إذًا الأمر بسيط واضح، قال رسول الله ﷺ : "لو ذبحوا أي بقرة لكفتهم"، ولكن هناك التنطع، التفتيش، الورع الكاذب ما هو التنطع؟ التشدد، المشرب الشديد، رؤية الحول والقوة عند الإنسان وهو لا حول ولا قوة بك إلا بالله.
اذبحوا بقرة، لماذا الاستقواء؟.. ومع من؟ مع رب العالمين!
ثانى شيء التفتيش، خذ الحكم الشرعي أو الفتوى بلا تفتيش وزيادة أسئلة، والسائل يفتِّش ويفتِّش، وهو يعتبر هذه تقوى.
ثالث شيء الورع الكاذب، هم قتلوا ويتورعون في البقرة ، هذا نراه في وسائل الإعلام العالمية كل يوم، هناك قاتل ونجدهم يقولون إن هناك قطة أصيبت، مسألة غريبة.. خلل.
إذن نهانا عن التفتيش والتنطع والورع الكاذب.
فيديو قد يعجبك: