لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

امرأة كان مهرها الإسلام وسمع النبي صوت مشيتها في الجنة.. تعرف عليها

01:01 م السبت 06 أبريل 2019

أرشيفية

كتب- هاني ضوه :

كان للصحابيات الكرام مواقف خالدة في تاريخ الإسلام، فمنهن السابقات إلى الإيمان، وقدمن للإسلام خدمات جليلة ومهمة، ونشّأن الرجال على حب الله ورسوله والفداء لدينه.

ومن هؤلاء الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان الخزرجية التي كانت تلقب بـ"الغميصاء" أو الرميصاء، وهي أم الصحابي الجليل خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه.. ويرصد مصراوي قصتها في التقرير التالي.

هي أم سليم بنت ملحان من قبيلة النجار الخزرجية الأنصارية، تزوجت قبل إسلامها من ابن عمها مالك بن النضر، وأنجبت منه ابنها أنس خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، اهتدت لنور الإسلام وانشرح صدرها له بفطرتها الصافية وكان زوجها مسافرًا حينها، وذكر ابن سعد في كتابه "الطبقات الكبرى" أنه لما عاد، وعلم بإسلامها ثار ثورة كبيرة، وقال لها أصبوتِ؟ فقالت: ما صبوت ولكني آمنت بهذا الرجل، ليس ذلك فحسب بل كانت حريصة على أن تلقن ابنها الضغير أنس الإيمان والإسلام منذ نعومة أظافره فكانت تلقنه شهادة الإسلام وتقول له: قل: أشهد أن لا إله إلا الله وقال لها: "لا تفسدي عليّ ولدي."، فكان ردها: "إني لا أفسده .. بل أرشده"، فخرج زوجها مالك غاضبًا من بيته ليسافر إلى الشام، وفي طريقه لقيه أحد أعداءه فقتله.

ويتجلى هنا موقف إيماني آخر لأم سليم الأنصارية رضي الله عنها، فقد أخذت ابنها اليتيم وذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان ذلك بعد الهجرة، وقالت له: «يا رسول الله. هذا أُنيس ابني غلام لبيب كاتب، أتيتك به يخدمك، فادع الله له»، فقبله النبي محمد، ودعا له قائلاً: «اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه». وذلك حسبما ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة"، والإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" والإمام المزي في كتابه "تهذيب الكمال" وغيرهم.

وتعد السيدة أم سليم رضي الله عنها أول امرأة يكون مهرها الإسلام، وذلك بعد أن شبَّ ولدها أنس، تقدم لخطبتها أبو طلحة الأنصاري، وكان مشركًا، فأبت حتى أسلم وأعلن إسلامه، فكان مهرها الإسلام. وعن ذلك يقول ثابت بن أسلم البناني التابعي الجليل رحمه الله: "فما سمعنا بمهر قط كان أكرم على الله من مهر أم سليم: الإسلام".

ولعلو قدرها وصدق إيمانها فقد بشرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة، وقد سمع صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وسلم صوت مشيها في الجنة في رحلة الإسراء والمعراج، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه ن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي : «رَأَيْتُنِى دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ». فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار؟!".

وقد روت أم سليم عن النبي محمد عدة أحاديث بلغت 14 حديثًا، وروى عنها ابنها أنس وعبد الله بن عباس وزيد بن ثابت وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون، وتوفيت السيدة الرميصاء، أم سلم الأنصارية- رضي الله عنها في سن الأربعين في حكم معاوية ابن أبي سفيان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان