جمعة: تعليق الصور والإعلانات على البيوت والمحلات دون إذن أصحابها أذى منهي عنه شرعًا

كـتب- عـلي شـبل:

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن سيدنا رسول الله ﷺ نهى عن إيذاء الجار ، فَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». ... أي أذاه.

وقال فضيلة المفتي السابق إنه بمقتضى هذا النص لابد أن يُجَنِّبَ المسلمُ جارَهُ أي شر أو إيذاء، والجار يشمل المسلم والكافر والحر والعبد والغني والفقير والقريب والأجنبي والقاصي والداني والأفراد والجماعات. ويشمل جار السكن وجار الصحبة وجار الطريق وجار العمل وجار المسجد.

واوضح جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، عموم لفظة "بوائقه"، قائلا إنها تشمل كل أذى أو اعتداء يُحدث تلوثًا أو تشويها في البيئة الإنسانية، سواء كان بصريا أو ضوضائيا أو إشعاعيا أو هوائيا أو غير ذلك، وتشمل الأذى المادي والمعنوي، وحماية البيئة تبدأ من حماية الجار.

ويلاحظ عضو هيئة كبار العلماء في الحديث أنه لم ينه عن إيذاء الجار فقط، ولكن أمر بتأمينه من الأذى، أي جعله يشعر بالطمأنينة وسلامة الجانب في مجاورة المسلم؛ لأنه لا يتوقع منه شرا أبدا، ولن يُوصِلَهُ المؤمنُ إلى تلك الحالة إلا بِمُدَاومَتِهِ تَقْدِيمَ البِرِّ والسلام لَه.

وأشار جمعة إلى إحدى صور الإيذاء المنهي عنه والتي تحدث تلوثا بصريا، وهي كتابة الشعارات وتعليق الصور والإعلانات على جدران البيوت والمحلات دون إذن أصحابها، فذلك يعد اعتداء على ملكية الغير، فخارج البيت كداخله وتابع له.

وأضاف جمعة: ولا أدل على احترام الجار من منع النبي ﷺ من أكل ثوما أو بصلا أن يحضر الجماعة في المسجد فيؤذي جيرانه برائحته الكريهة، وأمره أن يأخذ زينته عند كل مسجد.

ويصف المقداد بن الأسود لطف سيدنا رسول الله ﷺ ومحافظته على أصحابه ومجاوريه من إزعاجهم بالصوت فَقَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِلنَّبِىِّ ﷺ نَصِيبَهُ، فَيَجِىءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لاَ يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ.

وكان ﷺ إذا قام يتهجد بالليل ـ في المسجد أو في بيته ـ قرأ بصوت يؤنس اليقظان ولا يوقظ الوسنان.

وكان صحابة سيدنا رسول الله ﷺ يقرعون بابه بأظافرهم. أدبا منهم مع رسول الله ﷺ.