قصة الفتى الذي شهد له حاتم الطائي أنه أكرم منه
كتبت – آمال سامي:
كان حاتم الطائي أحد شعراء الحاهلية العرب، وهو أمير قبيلة طيء وقد اشتهر قبل الإسلام بالكرم حتى قيل إنه أكرم العرب وبه ضرب المثل في الكرم، لكنه توفى قبل أن يدرك الإسلام، إلا أن ابنته سفانة وابنه عدي أسلما، وجاء ذكره في عدة أحاديث نبوية شريفة، وفي السطور التالية ننقل قصة عن كرمه رواها لنا هاني الحاج في كتابه: "من قصص الصالحين والصالحات":
سأل رجل حاتم الطائي، فقال: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟، قال: نعم، غلام يتيم من طي نزلت بفنائه وكان له عشرة أرؤس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته، فقلت: طيب والله، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأسا رأسا ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم، فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته دما عظيما وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره، فقلت له: لم فعلت ذلك؟، فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئا أملكه فأبخل عليك به، إن ذلك لسبة على العرب قبيحة.
قيل: يا حاتم فما الذي عوضته؟، قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم، فقيل: إذن أنت أكرم منه، فقال: بل هو أكرم، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير.
رأي النبي صلى الله عليه وسلم في حاتم الطائي:
"لو كان مسلمًا لترحّمنا عليه"، تلخص تلك الجملة رأي الرسول، صلى الله عليه وسلم، فيما كان يفعله حاتم الطائي من كرم وبر في عصره، حيث عفا عن ابنته حين جاءته أسيرة بسبب كرم أبيها وحبه لمكارم الأخلاق، فيروى ابن عساكر في كتابه "تاريخ دمشق" قصة قدوم ابنة حاتم الطائي في الأسرى للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني بنت سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويطعم الطعام ،ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي، فقال صلى الله عليه وسلم: " يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق".
فيديو قد يعجبك: