لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المرأة والعلم في الإسلام

د. هبة إبراهيم سالم

المرأة والعلم في الإسلام

11:04 م الثلاثاء 12 مايو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم: د. هبة إبراهيم سالم
عضو مركز الأزهر العالمى للرصد والإفتاء الالكترونى


إن للعلم بوجه عام مكانة جليلة وعظيمة، وللعلم فضله، وللمتعلم الساعي للحصول على العلم أجر كبير وجزيل متى كان هذا العلم في مرضاة الله -عز وجل-، وعلى المرأة السعي للحصول على العلم لنفسها وللمجتمع المحيط بها فهي الابنة والأخت والزوجة والأم ومن هذا المنطلق؛ فعندما تسعى للحصول على العلم بما لا يتعارض مع كونها أُنثى فهذا نافع لها ولمن حولها ؛فعليها أن تتعلم ما هي مكلفة بتعلمه أولاً؛ فللعلم وللسعي إليه بركة وفضل عظيم.
وقد حثنا القرآن الكريم على العلم وعلى إدراك فضله في قوله تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر: 9].
وهذا النص القرآني لم يفرق بين الرجل والمرأة في اكتساب العلم، بل مدح الذين يعلمون سواء كانوا رجالًا أو نساءً، وفي السنة النبوية أيضاً؛ فـعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» (سنن ابن ماجه: حديث رقم/ 223).
والإسلام بما جاء فيه من تعليم المرأة يهيئ المجتمع ويبنيه ويعده إعداداً صحيحاً؛ حيث إن المرأة في بيتها هي الراعية للأسرة وللأبناء وعلى عاتقها مسؤولية كبيرة من حيث كونها ترشد وتُقَوَّم وتدبر وتعين أبناءها وتعلمهم؛ قال –صلى الله عليه وسلم-:» أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، ....، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا، وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ« (متفق عليه).
وعلى هذا؛ فتعليمها وامتلاكها للعلم والتفقه يعطيها الوعي الذي يعينها على أداء وظيفتها وكونها راعية، والإسلام وسيرته وتاريخه عامر وغنيُّ بالنساء ذوات العقل الراجح بداية بأمهات المؤمنين اللاتي أخذ منهن كبار الصحابة العلم في بعض المسائل، وعلى رأسهن عائشة -رضى الله عنها- التي كان يرتحل إليها الرجال ليتعلموا منها، والتي قال عنها عطاء ابن رباح -رحمه الله-: (كانت عائشة أفقه الناس وأعلم النساء، وأحسن الناس رأيًا ).(المستدرك على الصحيحين للحاكم: 6748)
وفي التاريخ الإسلامي قديماً وحديثاً نساء تعلمن كن فقيهات أديبات كما كانت عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ "فقيهة الأدباء وأديبة الفقهاء، ومنهن من برزن في العلوم المصرية ك "سميرة موسى" أول عالمة ذرة، وفي الهندسة الدكتورة "غادة عامر" رئيسة قسم الهندسة الكهربائية بجامعة بنها، وفي مجال الصحة الإماراتية "مريم مطر" التي شاركت في تأسيس جمعية الأمراض المتوارثة جينياً، وكان هذا فارقاً ومؤثرًا؛ وكن بهذا مثلًا يحتذى به في الاجتهاد والتأثير في المجتمع .
ويمكن أن تتعلم المرأة بهدف إفادة أبنائها ومن ثم ينعكس ذلك إيجابًا على المجتمع الذي يعيشون فيه، فيظهر علمها فيما غرسته في أبناءها من تربية وأخلاق ودين .
وتعلم المرأة أمور دينها واجب لا جدال فيه، وتعلمها الأمور الدنيوية التي تخدم بها نفسها ومجتمعها واجبٌ أيضاً إذا لم يكم ثمة ما يتعارض مع كونها امرأة لها طبيعتها الخاصة والتي راعاها الإسلام دائماً؛ فلابد وأن يكون طريق العلم الذي ستسلكه هذا لا يعرضها للأذى ولن ترتكب فيه إثماً تحاسب عليه .
وبتعليم المرأة نكون قد بدأنا في إعداد قاعدة كبيرة أصيلة للمجتمع؛ لأن هذه المرأة لن تخلو من أن تكون أماً أو أختًا أو زوجة أو بنتًا ، وبطبيعة الحال ستحتل مكانةً في المجتمع كطبيبة ماهرة، أو مربية فاضلة، أو معلمة في مدرسةٍ أو جامعة وفضلًا عن ذلك كله أمًا في بيتها فهي بذلك لبنة لمجتمع بأكمله فهي كما قال حافظ ابراهيم :
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق

إعلان

إعلان

إعلان