لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أول صحابي من الأنصار أهدى رسول الله طعامًا

01:23 ص الخميس 21 مايو 2020

النوار بنت مالك الأنصارية

كتب- إيهاب زكريا:

خلال أيام شهر رمضان المبارك، يرصد "مصراوي" في حلقات متتابعة بعض المعلومات المهمة عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، واليوم مع السؤال:

من أول صحابي من الأنصار أهدى رسول الله طعامًا؟

صحابية جليلة أسلمت قبل مقدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة، وأقبلت على حفظ القرآن الكريم على يد مصعب بن عمير، وهي أم الصحابيين الجليلين (زيد بن ثابت) و (يزيد بن ثابت)، وزوجة (ثابت بن الضحاك بن زيد).

إنها الصحابية (النوار بنت مالك الأنصارية).

كانت أمًّا كريمة شهمة حكيمة، آمنت بالنبي قبل مقدمه المدينة، فراحت تغذي زيدًا على مائدة القرآن وحفظه، وحب المصطفى، وقد عرف قلب زيد الصغير طعم هذا الحب وبركته من أول يوم التقى فيه رسول الله، وقد كان لقاء كرم وحسن ضيافة، إذ كانت أول هدية أهديت للحبيب المصطفى حين نزل بدار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، قصعة من طعام جاء بها زيد، أرسلته بها أمه "النوار بنت مالك الأنصارية" رضي الله عنها وأرضاها.

يروي زيد قصة هذه الهدية، فيقول: "أول هدية دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب، قصعة أرسلتني بها أمي إليه، فيها خبز مثرود بسمن ولبن، فوضعتها بين يديه، وقلت: يا رسول الله، أرسلت بهذه القصعة أمي. فقال رسول الله: "بارك الله فيك وفي أمك".

كان بيت النوار أطول بيت موجود حول المسجد النبوي وقتها، فكان سيدنا بلال – رضي الله عنه – يعلو بيتها ليؤذن فوقه للصلاة، لذلك كان بيتها هو أول منارة يؤذن من فوقها للصلاة.

حسن تربيتها

أفبعد هذه المنزلة لابن النوار منزلة تسمو إليها الهمم! هنيئًا لك أيتها الأم التي ربت فأحسنت تربية ابنها، فقد دفعته إلى رسول الله تريد ليحفظ القرآن منه مباشرة، ودفعته صغيرًا إلى الجهاد في سبيل الله.

هذه هي الأم العظيمة النوار رضي الله عنها، وهذا هو ابنها زيد رضي الله عنه، وذاك علمه، وتلك مكانته، إنه عملها الصالح، وكيف لا ورسول الله أخبرنا قائلاً: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (مسلم). فالولد خلق الله وعمل الإنسان.

أمّ جامع القرآن

كانت النوّار من النساء الصالحات اللواتي وهبهنّ الله حافظة جيدة، ولسانًا فصيحًا كانت تُقبل على آيات الوحي فتحفظها عن ظهر قلب ثم تلقنها لولدها ثابت، الذي أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة عند قدوم النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم مهاجرًا إلى المدينة، وقد منّ الله على ولد النوّار هذا، فأصبح بعد حين شيخ القُرّاء والفَرَضيين وأحد كتبة الوحي وجامعًا لسور القرآن ومفتي المدينة.

وفاتها

رحلت النوّار بعد حياة مباركة قضتها كما أمرها خالقها، فأدّت ما عليها لأجل نُصرة دين الله في نفسها وولدها، توفيت النوّار رضي الله عنها وصلى عليها ابنها زيد رضي الله عنه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان