من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: "فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ"
كتبت – آمال سامي:
يقول تعالى في سورة الأنعام الآية 44: "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ"، متحدثًا عمن تركوا العمل بما أمرهم به سبحانه وتعالى على لسان رسله، وكيف استدرجهم الله سبحانه وتعالى بالسعة والرخاء في العيش، لكن ماذا تعني كلمة "مبلسون" في الآيات؟
يجيب عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، عبر فيديو نشرته قناة تفسير على يوتيوب، قائلًا إن الإبلاس هو الحزن الشديد بسبب اليأس، فهم آيسون من شدة الحزن وشدة الندم، وأشار البكري إلى أقوال بعض العلماء من أن إبليس سمي بذلك لشدة يأسه من رحمة الله، فمعنى الآية أنهم أصبحوا فهم في شدة الحزن والأسى لما حل بهم من عقوبة الله سبحانه وتعالى.
يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية أنهم أصبحوا هالكين حججهم منقطعة، نادمين على ما سلف منهم من تكذيب رسلهم، وأصل الإبلاس في كلام العرب هو الحزن على الشيء والندم عليه، وعند البعض انقطاع الحجة والسكوت عند انقطاع الحجة، وقيل المبلس هو المخذول المتروك، وقيل أنه الحزن والندم، ومنه سمي إبليس إبليسًا، فيقال: "أبلس الرجل إبلاسًا".
ونقل الطبري عن ابن زيد قوله: " المبلس " الذي قد نـزل به الشرّ الذي لا يدفعه. والمبلس أشد من المستكين, وقرأ: فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ - سورة المؤمنون: 76- ، وكان أول مرة فيه معاتبة وبقيّة، وقرأ قول الله: " أخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون "، فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ، حتى بلغ "وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ، ثم جاء أمرٌ ليس فيه بقية، وقرأ: " حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون "، فجاء أمر ليس فيه بقية. وكان الأوّل، لو أنهم تضرعوا كُشف عنهم".
فيديو قد يعجبك: