- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم: د.وليد السيد محمد مرعي
عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية
اختصَّ اللهُ -سبحانه وتعالى- الصائمينَ فقط دونَ سواهم باجتماعِهم على بابِ يُسمَّى (الريان) - من الريّ، ضد العطش- لا يظمؤون بعد دخولهم منه؛ مجازاةً لهم لما كان يصيبُهم من العطشِ من صِيَامِهم في الدنيا، فيدخلهم منه تبشيرًا لهم بانقطاع ظمَئِهم أبدًا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ»، وفي رواية: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» (البخاري: 3257، ومسلم: 1152).
هؤلاء الذين تساووا جميعًا على اختلافِ طبقاتهِم وأصولهم وفروعهم وأعمارهم في تناغم عجيب.
تساووا في اجتماعهم على الفطر في توقيت واحد، هو آذان المغرب.
تساووا في اجتماعهم على الإمساكِ عن الطعامِ والشرابِ وسائرِ المفْطِرات، من طلوعِ الفجرِ إلى غروبِ الشَّمسِ؛ ليطلعهم على معاناةِ غير الواجد، فيشعرُ الغني بالفقير، والقويُّ بالضعيف، والمنعَّم بصاحب الحياة الخشنة.
وحَّدَهُم الشهرُ الفضيل على تلمُّسِ المبادِئ الفُضْلى، والأخلاقِ العظمى، فلا سِباب، ولا مُشاتمة، ولا اعتداء؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» (متفق عليه).
وحَّدَهُم على المواساةِ والأخوَّةِ؛ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» (الترمذي: 807).
فرمضانُ يجمعنا على صِدْقِ الأُخُوَّةِ والمواساةِ بالطعامِ، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10]، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»(متفق عليه).
وحَّدَ الشهرُ الفضيل الصائمين على اللقاءِ في بيوتِ اللهِ، لأداءِ الصلوات المفروضات، وشعيرةِ التراويح، وحضورِ مجالسِ الذكر، وقراءةِ القرآن.
وحَّدَ الشهرُ الفضيلُ الصائمين على الصبرِ والانضباط، حيث الصبرُ على الأوامرِ والطاعاتِ التي يؤدونها، والصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يَقعوا فيها، والصبرُ على الأقدارِ حتى لا يسخطوها.
ففي رمضان صبرٌ على الطاعات: كالصبرِ على الصلوات فرضًا ونفلًا، والصيامِ، وقراءةِ القرآن، والمناجاة.
وصبرٍ على المعاصي: من النظرِ الحرام، والأكلِ الحرامِ، والرفثِ واللغو وغير ذلك.
وصبرٍ على الأقدارِ : من الابتلاءِ بالجوعِ والعطشِ، ومكابدةِ الحر، وحصولِ بعض المكاره.
فالجميعُ في رمضان يحترِم بعضهم بعضًا؛ لتَشَاركِهم في تجربةٍ واحدة تجعلهم يقدّرون الجهد الذي يبذله كل واحد منهم في صبرِهِ.
هو شهرُ الصبرِ والمواساة كما أخبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عنه بقوله: «هُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ» (صحيح ابن خزيمة: 1887).
تلك الأمور التي جمع (شهرُ رمضان) الناس عليها هي إشارات رمزية، حَريّ بنا أن ننطلِقَ منها لتحقيق مبدأ الوَحْدَة بين المسلمين؛ لبناءِ مجتمعٍ مسلمٍ قويّ في كافَّة الأزمانِ، يصدُقُ فيه قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» (متفق عليه).
إعلان