معنى قوله تعالى: "وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ".. من هم أهل الأعراف؟

كتبت – آمال سامي:

يقول سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: "وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ"، فما معنى الأعراف؟

يقول الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، إن "الأعراف" هو سور مرتفع بين الجنة والنار، فكل مكان مرتفع لغة يقال له عرف، ومنه سمي عرف الديك لارتفاعه فوق رأسه، وأوضح البكري أن الأعراف هي المكان المرتفع الذي يفصل الجنة عن النار، بدليل ان الله سبحانه وتعالى قال أن أهل الأعراف ينظرون إلى أهل الجنة وينظرون إلى أهل النار، فباستطاعتهم أن يروا الطرفين، وهو ما يدل على أن المكان الذي هم فيه هو مكان مرتفع.

وأشار البكري في حديثه إلى من أن المفسرين من ذكروا تفسيرات عديدة لأهل الأعراف وصفتهم، فيقول الطبري في تفسيره: واختلف أهل التأويل في صفة الرجال الذين أخبر الله جل ثناؤه عنهم أنهم على الأعراف، وما السبب الذي من أجله صاروا هنالك.

فقال بعضهم: هم قوم من بني آدم، استوت حسناتهم وسيئاتهم, فجعلوا هنالك إلى أن يقضي الله فيهم ما يشاء, ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته إياهم... وقال آخرون: كانوا قتلوا في سبيل الله عصاة لآبائهم في الدنيا... وقال آخرون: بل هم قوم صالحون فقهاء علماء...وقال آخرون: بل هم ملائكة وليسوا ببني آدم.

ويذكر الطبري بعدما عرض آراء الفرق المختلفة من المفسرين، قول أبو جعفر: والصواب من القول في أصحاب الأعراف أن يقال كما قال الله جل ثناؤه فيهم: هم رجال يعرفون كُلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصح سنده ،ولا أنه متفق على تأويلها، ولا إجماع من الأمة على أنهم ملائكة.