لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد التهام حوت لصياد أمريكي ثم لفظه.. هل يؤكد معجزة النبي "يونس" أم يثبت عاديتها؟

08:03 م الثلاثاء 15 يونيو 2021

كتبت – آمال سامي:

"باكارد" هو صياد أمريكي يبلغ من العمر 56 عامًا، ابتلعه حوت أحدب ثم لفظه بعد حوالي نصف دقيقة، إذ كان يستقل قاربه هو وزميله وقد قفز في البحر مرتديًا معدات الغوص حسب البي بي سي فشعر بارتطام ضخم واكتشف بعدها أنه في فم حوت يحاول ابتلاعه، ولكن الحوت قذف به في الهواء وسقط في الماء، ولم يعاني باكارد من شيء سوى من بعض الكدمات.

ومع تداول الخبر على السوشيال ميديا ربطه البعض بما حدث لسيدنا يونس عليه السلام ومعجزته التي وردت في القرآن الكريم في عدة آيات، منها ما ورد في سورة الصافات: " فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ"، وكذلك في الآية (87) من سورة الأنبياء: " وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"...فهل يثبت هذا الحدث معجزة سيدنا يونس والقرآن الكريم أم هو دليل على أنه "أمر يحدث" وليس معجزًا؟ يجيب لـ مصراوي الأستاذ الدكتور يحيى وزيري المدير العلمي للمركز الدولي لأبحاث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مؤكدًا أنه لا صلة بين ما حدث لهذا الغواص وما حدث لسيدنا يونس.

فيقول يحيى وزيري إن ما حدث لأحد الغواصين هو حدث عارض قليل الحدوث؛ ولا يوجد بينه صلة وبين ما حدث مع سيدنا يونس؛ مؤكدًا أن ما حدث مع سيدنا يونس هو معجزة إلهية حيث التقمه الحوت ثم ابتلعه وظل فى بطنه لمدة معينة؛ وهو ما كان أدعى لموته المحقق؛ وأوضح وزيري أن الله سبحانه وتعالى أنجى سيدنا يونس من بطن الحوت بسبب كثرة تسبيحه داخله، مصداقا لقوله تعالى "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ".

يونس وأهل نينوى

بعث سيدنا يونس عليه السلام إلى أهل نينوى في الموصل، ودعاهم إلى الله فكذبوا وتمردوا وأصروا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه خرج من بينهم ووعدهم بنزول العذاب عليهم بعد ثلاث ليال، فلما حدث ذلك وتأكدوا من نزول العذاب بهم خافوا وتابوا إلى الله وندموا وتضرعوا إليه، فيروي ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن مسعود ومجاهد وغيرهما: فلما خرج من بين ظهرانيهم، وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله عز وجل وصرخوا وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء، والبنون والبنات والأمهاب، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي، فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة، فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب، الذي كان قد اتصل بهم بسببه، ودار على رؤوسهم كقطع الليل المظلم.

المدة التي لبثها يونس في بطن الحوت

اختلف المفسرون حول قصة الحوت، هل كانت قبل الرسالة أم بعدها، وقال ابن كثير أنه حين ذهب مغاضبًا من قومه ركب سفينة فلج بهم البحر واضطرب وكادوا يغرقون حتى اقترعوا على من يلقوا من السفينة فوقعت على سيدنا يونس القرعة ثلاث مرات متتالية.

يقول ابن كثير إنه لما وذلك أنه لما وقعت عليه القرعة ألقى في البحر، وبعث الله عز وجل حوتًا عظيمًا من البحر الأخضر فالتقمه، وأمره الله تعالى أن لا يأكل له لحمًا، ولا يهشم له عظمًا، فليس لك برزق. فأخذه فطاف به البحار كلها، وقيل: إنه ابتلع ذلك الحوت حوت آخر أكبر منه. قالوا: ولما استقر في جوف الحوت حسب أنه قد مات، فحرك جوارحه فتحركت فإذا هو حي، فخر لله ساجدًا وقال: يا رب اتخذت لك مسجدًا لم يعبدك أحد في مثله.

أما المدة التي لبثها يونس في بطن الحوت، فقد اختلف فيها، فقيل إنه التقمه في الضحى ولفظه في العشي، وقيل مكث فيه ثلاثة أيام، وقيل سبعة، وقيل أيضًا أربعين يومًا، وكان دعاؤه في بطن الحوت: "اللهم لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان