المفتي: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة أعلى من الجهاد.. وهكذا يكون اغتنامها
كـتب- علي شبل:
أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، قائلا: إنها تبدأ عقب رؤيتنا للهلال، ومن ثم نحن نقدم من أنفسنا خيرًا في تلك الليالي لله سبحانه وتعالى، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله من هذه العشر، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد إلا رجلًا خرج بنفسه وماله ولم يعد بشيء من هذا كله".
جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "نظرة" مع الإعلامي حمدي رزق، على قناة صدى البلد، أمس، حيث تابع فضيلة المفتي: إننا أمام أيام مشرفة مفضلة، العمل فيها أحب الى الله سبحانه وتعالى، وفيها من السعي والشمول والاستغراق لكل عمل صالح مثل الصدقات والصوم فقد صام الرسول الأيام التسعة، ويمكن للإنسان في ليالي هذه الأيام أن يكثر من الذكر لله والصلاة على رسول الله، وأن يختم القرآن الكريم، فالأجر يضاعف، وينبغي للمسلمين أن يكثروا من الأعمال الصالحة في هذه الأيام.
وعن الأعمال المستحبة في هذه الأيام، قال: إنها مستغرقة لكل عمل صالح، فالإسلام يحثنا دائمًا على أن تكون كل أفعالنا وأقوالنا وسمعنا، وكل ما نفعله عمومًا أن يكون في الخير، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]، كما يحثنا على الصلاح والتعاون والتشاور والتعاون على البر والتقوى، كل ذلك يمثل منظومة متكاملة في نطاق التشريع، بحيث إذا اتبع الإنسان تلك الخطة وهذا البرنامج في العشر الأوائل نال خيرها، فعلى الإنسان أن ينشغل بالعبادة فيها، ويقتنص هذه الفرصة التي قد لا يدركها مرة ثانية، فهذه الأيام فيها من الرحمات والبركات التي علينا اغتنامها لأنها أيام مفضلة أقسم الله بها حينما قال: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]، ومن المعلوم أن الله لا يقسم إلا بما هو عظيم.
وحول فضل يوم عرفة، قال فضيلة المفتي: إنه يوم مبارك، فيه من البركات والنفحات ما ينزل على الكل وليس على حجاج بيت الله فقط؛ ولذلك يقول الرسول لنا: "خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله"، فهذا يوم ختام الصوم، ويستحب الإكثار فيه من ذكر الله وقول لا إله إلا الله.
وبشأن تعاطي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع يوم عرفة، قال: إن الرسول حج مرة واحدة، وخطب خطبة الوداع في هذا اليوم، وهي خطبة عظيمة فيها أسس الإسلام والقواعد التي ينبغي علينا أن نتمسك بها، كما أن فيها قضية المساواة بين البشر جميعًا، مؤكدًا أنها من أهم خطب الرسول الجامعة التي جمعت الإسلام في كل أبعاده، مشيرًا إلى أن رسول الله قد عاش الحياة في أنوار إلهية وهو يرجو الخير للإنسانية جميعًا والرحمة للجميع.
كما أشار إلى أن الرسول في آخر عمره كانت هناك من الإشارات التي تؤكد أنه سينتقل إلى الرفيق الأعلى، وكان سيدنا أبو بكر الصديق من أكثر الناس تنبهًا إلى ذلك؛ ولذلك كان يبكي عندما كانت تنزل تلك الآيات التي تحمل هذه الإشارة، مثل: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنتي"، فرسول الله كان قد انتقل إلى الرفيق الأعلى، لكنه ما زال يعيش بيننا في ضمائرنا وخلقنا.
فيديو قد يعجبك: