حكمة رمي الجمرات وحكاية سيدنا إبراهيم مع الشيطان
كتب- محمد قادوس:
بعد أن أدى ملايين الحجاج ركن الحج الأعظم، وهو الوقوف بعرفة، وبعد يوم النحر يوم العيد، يبدأ حجاج بيت الله الحرام، غداً الإثنين، أول أيام التشريق بالمبيت بمنى ليلتي أول وثاني أيام التشريق، فبعد طواف الإفاضة الذي به التحلل الأكبر يتوجه الحاج للمبيت بمنى هذين اليومين، وفي هذين اليومين يقوم برمي الجمار؛ بحيث يخرج في اليوم الأول بعد صلاة الظهر (بعد الزوال) يرمي الجمار الثلاثة على الترتيب: الجمرة الأولى أو الصغرى وهي أقرب الجمرات إلى مسجد الخيف بمنى، ثم الجمرة الثانية أو الوسطى، ثم الثالثة الكبرى جمرة العقبة. يرمي كل واحدة بسبع حصيات، ويدعو بين كل جمرتين. ويقوم بنفس هذا الفعل في اليوم الثاني.
ما حكمة رمي الجمرات؟
يعد رمي الجمرات رمي الجمرات تيمنا بالنبي الكريم، حيث قال في حديثه الشريف: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»، وسبق أن رمى الجمرات في حجة الوداع، والرمي يكون إذلالا للشيطان وإهانة له وإظهار مخالفته.
وقد أورد الإمام أحمد في مسنده، بسنده عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمل بالبيت، وأن ذلك سنة. فقال: صدقوا وكذبوا.. ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وأن ذلك سنة؟ فقال: صدقوا، إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان - قال يونس: الشيطان - فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب.
وأكد علماء أن كل ما شرعه الله هو لحكمة، وكل ما نهى عنه هو لحكمة، سواء علمناها أو جهلناها، فرمي الجمار واضح بأنه إرغام للشيطان وطاعة لله تعالى، والمبيت في منى الله أعلم بحكمته سبحانه، ولعل الحكمة في ذلك تسهيل الرمي إذا بات في منى ليشتغل بذكر الله ويستعد للرمي في وقته لو شاء الذهاب في الوقت المحدد للرمي حسبما يتناسب معه، فلربما تأخر عن الرمي وربما فاته وربما شغل بشيء لو لم يبت بمنى، والله جل وعلا أعلم بالحكمة في ذلك.
فيديو قد يعجبك: