لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التدخين بين الطب والدين

12:40 م الخميس 19 يونيو 2014

التدخين بين الطب والدين

لقد ابتليت أمة الإسلام – وخاصة شبابها – بكثير من الأمراض والعادات السيئة من المسكرات والتدخين، والتدخين من أكثر العادات السيئة انتشارًا في العالم كله، ومن أكبر العوامل في إفساد أخلاق الجيل الناشئ.

وتلعب اليهودية العالمية دورًا خطيرًا في تدمير شباب المسلمين، حيث سيطرت على وسائل الإعلام والتعليم والسياسة؛ رغبة منهم في إيجاد مسلمين بلا عقيدة؛ حتى لا تقوم لهم قائمة وعزة وسيادة: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].

أخي المدخن.. من منطلق الأخوة الإسلامية واهتمام بعضنا ببعض، ومن باب التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق، يطيب لي أن أبعث هذه الرسالة إليك؛ راجيًا منك تقبلها، وأن تمعن النظر فيها؛ لعل الله تعالى أن ينفعك بها، وقد رأيت أن أبين لك من خلالها مخاطر التدخين وأضراره من وجهة نظر الطب والدين.

تاريخ ظهور الدخان:

عرف التبغ في المكسيك منذ أكثر من (2500)عام، ثم انتشر في جميع أنحاء أمريكا الشمالية والجنوبية، وفي عام (1492م) تقريبًا، رأى بعض البحارة الأوربيين شجرة الدخان عند اكتشافهم القارة الأمريكية، ويعدها أدخل إلى أوروبا.

وأول ما ظهر في البلاد الإسلامية كان في أواخر المئة العاشرة للهجرة.

تعريف الدخان:

يتكون الدخان من مجموعة مواد سامة تؤدي إلى تغيرات في الشكل والوظيفة لأغلب أجهزة الجسم، وتؤثر تأثيرًا هدامًا في عملية البناء في جسم الإنسان، ومنها:

1- النيكوتين: وهو مادة كيميائية سامة من أشباه القلويات؛ وقد ثبت علميًا بأنَّ أربع قطرات من النيكوتين كافية لقتل أرنب كبير الحجم.

2- القطران: هو الذي يحوي الهيدروكربونات؛ المعروفة بتأثيرها السرطاني على الرئتين والمثانة.

3- الزرنيخ: مادة كيميائية سامة تستعمل في إبادة الحشرات.

4- غاز أول أوكسيد الكربون: الذي يتكون في أثناء الاحتراق البطيء للتبغ وورق السجائر؛ وله قدرة سريعة في الاتحاد بالهيموجلوبين، ومن ثم منعه من نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم، ونقل غاز الرصاص الثقيل السام بدلاً منه.

5- أوكسيدات النيتروجين: والتي تؤثر في القصبات الهوائية، وتؤدي إلى تزايد إفرازات الغشاء المخاطي وتغير نوعيته.

6- غاز النشادر الكاوي: وهو الذي يؤدي إلى تكوين الطبقة الصفراء على سطح اللسان، ويؤذي غدد الطعم والذوق الموجودة على سطح اللسان ، كما أنه يزيد من  إفراز اللعاب ويهيج السعال، ويساعد على إصابة الجسم بالأمراض كالزكام والتهاب الفم والحلق والبلعوم.

أضرار الدخان:

الدخان خبيث المادة المكون منها، والتي تحتوي على السم الزعاف؛ فله مضار على الجسد مباشرة، ويسبب أمراضًا متعددة منها: السرطان والسل، وأمراض الفم والشفاه واللسان والأسنان واللوزتين، والجهاز الهضمي والتنفسي، والجهاز العصبي والبولي، ويؤثر في القلب والأوعية الدموية، ويساعد على الإصابة بالجلطة القلبية، وهو أحد أسباب تصلب الشرايين، وكذلك شرايين الدماغ مما يسبب ضعفًا في الذاكرة، وله تأثير على النسل وتشوه الذرية؛ وحتى الدخان المتصاعد من احتراق التبغ يضر الآخرين.

وخلاصة القول:

أن الدخان مسبب للقتل البطيء؛ لهذا البناء المفضل المشرف الذي بناه الله – جلت قدرته – بيده، ونفخ فيه من روحه.

وإضافة إلى ذلك له أضرار مالية واقتصادية، وله تأثير على الإنتاج، ويسبب الحرائق، وحوادث المرور، ويلوث البيئة وغيرها من المصائب المضرة للأمة.

أدلة تحريم الدخان من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم:

قاعدة شرعية: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز؛ مخاطبًا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: 4].

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172].

لم يكن الدخان موجودًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن ديننا العظيم قد جاء بأصول عامة تندرج تحتها فرعيات كثيرة؛ فاستدل علماء الإسلام بهذه الأصول العامة على تحريم الدخان لاندراجها تحتها، ومن هذه الأدلة:

1- قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].

ولا يختلف اثنان من العقلاء أن الدخان بجميع أنواعه من الخبائث؛ لأن الخبيث في اللغة يطلق على الرديء المستكره طعمه أو ريحه، والدخان كذلك، واتفق علماء الطب والدين على أن الدخان من الخبائث، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151]. فإن الفاحشة اسم لما تستفحشه النفوس وتستقبحه، وهذا متحقق بالدخان.

2- قال تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 27]، وقال: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141]، وقال: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5].

والسفيه: هو الذي لا يحسن التصرف في المال. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» [متفق عليه]. والكراهة عند الله أقرب إلى التحريم.

ولا ريب أن تعاطي الدخان فيه إضاعة للمال؛ لأن الدخان كطعام أهل النار – والعياذ بالله – لأنه كما وصف تعالى: {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 7].

3- قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].

والدخان يوقع في الأمراض المهلكة كالسرطان والسل وغيرها.

4- قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].

والمدخن يتعاطى أسباب الهلاك، ويعرض نفسه للإصابة بكثير من الأمراض من غير مسوِّغ شرعي، وقد نص العلماء على تحريم أكل السموم والتراب والزجاج والحجر، وكل ما فيه ضرر؛ حفظًا للصحة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «... ومن شرب سمًا فقتل نفسه؛ فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا» [رواه الشيخان].

والدخان قتل وانتحار بطيء للنفس، ومن مات وتبين من قبل الأطباء إن سبب موته من الدخان؛ فهو يعتبر منتحرًا، والعياذ بالله.

وقتل النفس حرام سواء كان بطريق مباشر، أو غير مباشر، أو كان ذلك بشكل سريع أو بطيء، لأن النتيجة واحدة وهي قتل النفس، ولا شك بأن المدخن ساع في قتل نفسه. والدخان إن لم يؤد بصاحبه إلى الموت؛ فإنه سيضعف قواه، بل يؤدي به إلى الأمراض الفتاكة التي تفتك بجسده وقواه.

5- وعن أم سلمة رضي الله عنهما قالت: «نَهَى الرسول صلى الله عليه وسلم  عن كل مسكر ومفتر» [صحيح: رواه أبو داود].

وقال صلى الله عليه وسلم : «ما أسكر كثير فقليله حرام» [صحيح: رواه أحمد].

والمفتر: ما يورث الفتور والخدر في الأطراف، وكونه لا يؤثر في المدمن لا يضر في ثبوت التحريم؛ لأن أصله مفتر؛ فيقاس على الخمر ما أسكر كثيره حرم قليله، فقطرات قليلة من الخمر تسكر المبتدئ، وزجاجة قد لا تؤثر في مدمن، وكذلك الدخان يفتر الأعصاب، ولا سيما للمستجد، أو للعائد بعد انقطاع، أو للصائم بعد الإفطار!.

6- قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219].

وقال صلى الله عليه وسلم : «لا ضرر ولا ضرار» [صحيح الجامع: 17393]. والدخان كله أضرار وإضرار؛ ولو افترضنا جدلاً أن للدخان منافع؛ فلنوازن بين المنافع المزعومة والمضار المتحققة أيهما أرجح؟ فإنه أصبح من المسلمات أن الدخان كله ضرر.

7- قال صلى الله عليه وسلم : «من أكل ثومًا أو بصلاً؛ فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته» [رواه مسلم].

والدخان أشد إزعاجًا من الثوم والبصل، أو لا يقل عنهما؛ علمًا بأن من السنة التطيب عند حضور الجمعة والجماعة، والدخان ينافي هذه السنة النبوية أيضًا!

8- قال صلى الله عليه وسلم : «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء؛ كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة» [متفق عليه].

والمدخن: جليس سوء؛ ينفخ النار والدخان ورائحته كريهة على جلسائه؛ كنافخ الكير والعياذ بالله.

وقوله صلى الله عليه وسلم : «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» [رواه البخاري] فهل المسلمون سالمون من تدخينك أيها المدخن؟!

وقوله صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فلا يؤذي جاره» [رواه البخاري].

والمدخن يؤذي برائحته الكريهة زوجته، وأولاده، وجاره والملائكة، والمصلين في المسجد، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].

وإن أكثر المدخنين يفقدون شعور الآخرين؛ فتراهم يدخنون في الأماكن العامة، وداخل السيارة، وفي الغرف المعلقة، وحتى في المستشفيات!!

9- قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل أمتي معافىً إلا المجاهرين» [متفق عليه]. والمدخن: مجاهر بالمعاصي لا يعافى من ذنبه.

1- قال صلى الله عليه وسلم : «من تشبه بقوم فهو منهم» [صحيح: أبو داود].

ولا شك بأن الدخان يعد مظهرًا من مظاهر وآثار الاستعمار ومخلفاته، وتعاطيه دليل على الهزيمة النفسية، وفيه تشبه بالكفار، ومحاكاة لهم؛ فهم الذين جلبوه إلى بلاد المسلمين، وأشاعوه بين شبابهم، كما أن فيه تشبهًا بحال أهل النار حين يخرج الدخان من أفواههم ومناخرهم، والعياذ بالله.

11- قال صلى الله عليه وسلم : «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به» [صحيح: الترمذي]. فماذا يجيب المدخن يوم القيامة:

عمره: في تعاطي الدخان.

علمه: علم بتحريمه؛ ثم أصر على الاستمرار، فقد أقيمت عليه الحجة.

ماله: أضاعه من غير فائدة، وحرقه ليضر جسمه، أو اكتسبه من بيع الدخان.

جسمه: فتح جسده للشيطان؛ يعبث فيه كما يشاء، والدخان نافذة من منافذ الشيطان.

13- قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91].

والدخان متحقق فيه علة صد عن ذكر الله تعالى وعبادته، ولا سيما عبادة الصوم؛ فإنه أثقل عبادة على المدخن، والمدخن يكره عبادة الاعتكاف في المسجد، وقراءة القرآن لمدة طويلة، والجلوس في مجالس الذكر، والتبكير إلى الصلاة، وأكثرهم لا يحضرون صلاة الجماعة، وإذا حضرها ألقى السيجارة على باب المسجد، ويدخل بعد أن ينشق منها نشقات قوية، مع أن من السنة الوضوء من أكل ما مسته النار، والتسوك والتطيب عند حضور الجماعة.

14- أصول الشريعة وقواعدها تحرم الدخان: هناك قواعد كلية تندرج تحتها مئات الأحكام، منها:

* لا ضرر ولا ضرار.

* الأصل في الأشياء النافعة الإباحة، والأصل في الأشياء الضارة الحذر.

* درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

* إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام.

* مبدأ سد الذرائع.

وأقل أحواله وجود الشبهة فيه، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  باتقاء الشبهات؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم : «الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس؛ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام...»... [متفق عليه]

واعلم أخي المسلم: أن الحلال هو كل طاهر نافع، والحرام هو كل خبيث قذر ضار.

15- عن السائب بن خلاد t أن رجلاً أمّ قومًا؛ فبصق في القبلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  حين فرغ: «لا يصلي لكم» فأراد بعد ذلك أن يصلي بهم؛ فمنعوه، فذكر ذلك لرسول الله فقال: «نعم إنك آذيت الله ورسوله» [صحيح: رواه أبو داود].

نعم أخي المدخن: إنك آذيت الله ورسوله والملائكة ومن حولك من الناس أجمعين!!

وبعد كل هذا؛ فلو كابر إنسان، ولم يأخذ بالأدلة والحجج التي بيناها؛ فليتق الله في نفسه، وليبادر إلى التوبة؛ فإن الله تواب رحيم.

واعلم أيضًا هداك الله: أنه لما ظهر الدخان أول أمره لم يكن الكثيرون من أهل العلم يعرفون حقيقته، هل هو مسكر أو مفتر؟ وهل هو ضار بالصحة أو لا؟ فلذلك كان اختلاف العلماء في حكمه بين الحرام والمكروه، وبين من يقول: يحرم على من يضره، ولا يحرم على من لا يضره. ولا نشك أن الذين قالوا بكراهيته (وهم قلة) لو علموا حقيقته كما نعلمه اليوم لما ترددوا بتحريمه؛ لأنهم علماء يعلمون قواعد الدين وأصول الشريعة، ولا يتوجه إليهم اللوم والظنون السيئة.

وإذا كان الشخص لا يقتنع بتحريم الدخان؛ فنقول له: إذا لم يكن الدخان محرمًا؛ فلماذا لا تتناولونه في المساجد، والأماكن المقدسة؟ بل تتناولونه في الحمامات، وأماكن اللهو والمحرمات؟!.

وهل تسمي الله قبل تناول الدخان، وتحمده بعد الانتهاء من تناوله كما تفعل في نعم الله من الطيبات؟

ولقد صدق من قال في الدخان: (بئس الشراب التنباك، ينتن الفاه، ويُخلي المخباة، لا في أوله بسم الله، ولا في آخره الحمد لله).

ونقول أيضًا: وهل تشكر شخصًا في الله، إذا قدم لك دخانًا كما لو قدم لك نعمة؟

أيها المدخن: اتق الله تعالى!! فأنت كثيرًا ما تستحيي أن تدخن أمام بعض الناس، وتستحيي أن ينظروا إليك وأنت تدخن، فهل هؤلاء في نظرك أعظم أو الله سبحانه وتعالى؟ أفلا تستحيي من الله!!؟ {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

وأخيرًا: هل يوضع الدخان في ميزان الحسنات أو السيئات؟!

فما رأيك أيها المدخن: حاسب نفسك قبل أن تحاسب، واستعن بالله على ترك الدخان؛ فمن ترك شيئًا لله أعانه الله عليه، وعوضه خيرًا منه، فاستعن بالله ولا تعجز، واصبر فإن الله مع الصابرين، ومن يتصبر يصبره الله، وأكثر من الدعاء قائلاً:

(اللهم جنبنا من بلاء الدخان، ومن عذاب النار، ومن الأذى والدمار، واحفظ لنا صحتنا وأجسامنا، وطيّب قلوبنا وأفواهنا، وسدد عقولنا وأفهامنا، واهدنا للتي هي أقوم من الأخلاق والعادات، وحبب إلينا الإيمان، والطيّب من القول، والطيّب من الريح، والطيّب من العمل، إنك سميع مجيب).

هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: موقع بيت الإسلام

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان