وزير الأوقاف الأردني : تصرفات إسرائيل بالأقصى تطرف حقيقي يهدد المنطقة
عمان - أ ش أ :
أكد الدكتور هايل داوود وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردني على أن التصرفات والممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك تعد تطرفا حقيقيا لا يقل عن ما يقوم به تنظيم (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى..قائلا "إذا كانت الإدارة الأمريكية معنية بمكافحة التطرف والإرهاب في العالم فيجب أن يشمل ذلك التطرف الإسرائيلي في القدس وبحق المقدسات".
وأضاف داوود - في مقابلة مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان - إن الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى ليست أمرا طارئا ولا عشوائيا وإنما هي عملية ممنهجة مدروسة ومتفق عليها من كافة الأطراف في الدولة الإسرائيلية أي أن هناك تقاسما للأدوار فيما بينها المقصود منها السير في خطة التهويد والتقسيم للمسجد المبارك مستغلة الظروف الصعبة التي يعيشها العالم العربي..محذرا من خطورة العبث في هذا الموضوع حيث إنه يهدد المنطقة بأكملها.
ونبه إلى أن معظم الدول العربية - وللأسف - باتت منشغلة بمشاكلها الداخلية وأصبحت قضية الأقصى في سلم متأخر من أولوياتها إلا أن الأردن فقط يعد في الواجهة بحكم التقارب الجغرافي والوصاية الهاشمية والدور التاريخي الذي لعبه في القضية الفلسطينية عامة ونحو الأقصى بصفة خاصة..داعيا الدول العربية إلى ضرورة أن تنهض جميعها للوقوف أمام المخططات الإسرائيلية .
وقال "لا يستطيع الأردن وحده..ولا الفلسطينيون وقف مسلسل الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية..لذا ينبغي على الدول العربية رغم كل جراحها وانشغالاتها أن تكون قضية القدس والأقصى على رأس أولوياتها لأن إسرائيل تحاول - وكما عادتها - استغلال حالة الضعف والانشغال العربي لتنفيذ مخططاتها الرامية لتهويد الأقصى" ، مشددا على أن هذه المخططات تضع العرب والمسلمين والأنظمة العربية والإسلامية أمام مسئولياتها التاريخية.
وشدد على أن هذه الممارسات الاستفزازية تنذر بخطر شديد في المنطقة ، قائلا "إن القدس بالنسبة لجميع المسلمين خط أحمر وهذا ما أكده العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حيث حذر وباستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي من العبث به ووجه لها تحذيرات شديدة من قبل في هذا الموضوع".
ونوه بالجهود الدبلوماسية التي يبذلها الأردن عربيا وإسلاميا ودوليا وعلى كافة الأصعدة والمستويات وأيضا مع المنظمات الدولية والإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل للتوقف عن ممارساتها الاستفزازية في الأقصى.. قائلا "إن الأردن يرفض هذه التصرفات الإسرائيلية ويبذل كل ما في وسعه لوقفها وهناك إجراءات أخرى لم يعلن عنها اتخذها بشكل عام في هذا الموضوع".
وأضاف "نحن متواجدون في الأقصى من خلال المديرية العامة للأوقاف في مدينة القدس ، ولنا حراسنا وموظفونا (650 موظفا) ونتابع باستمرار هذا الموضوع..مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة أن ينهض الجميع بأدوارهم فقضية الأقصى هي قضية الجميع.
وقال "إن الأردن ينهض بدوره في الوصاية والولاية على الأقصى ، هذا الدور الذي نتشرف به ، ولكن يجب أن يلاقي الدعم والتأييد والمؤازرة من كل الأطراف العربية والإسلامية والدولية في هذا الموضوع".
وردا على سؤال هل بيانات الشجب والإدانة كافية إزاء ما يحدث في الأقصى ؟ ، أجاب داوود بأن هذه البيانات لا تنتقص من جهود أية دولة أو جهة أو إنسان فالشجب والاستنكار مطلوب استنادا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" .. ولكن لا يجوز التوقف عند هذه المرحلة وإنما يجب أن يتطور الموقف العربي والإسلامي وأن يتفاعل ويتقدم للأمام بخطوات إجرائية.
وقال إن الدول العربية والإسلامية أمامها الكثير من الخطوات والخيارات التي يتعين عليها اتخاذها في هذا الموضوع ومنها دعم صمود المقدسيين والضغط على المنظمات الدولية والدول التي تربطها علاقات ومصالح مع إسرائيل لثنيها عن إجراءاتها أحادية الجانب كما أن الصندوق الهاشمي لإعمار الأقصى وقبة الصخرة يحتاج لأموال العرب ودعمهم ليقوم بدوره علاوة على أن أوقاف القدس بحاجة لتعيين عدد كبير من الموظفين في الأقصى للقيام بدورهم في التصدي لمحاولات إسرائيل..منوها في هذا الإطار بالمكرمة الملكية الخاصة بتعيين 50 موظفا في الأقصى قبل شهرين.
وردا على سؤال ..هل ترون أنه سيأتي اليوم الذي ستستخدم فيه الدول العربية والإسلامية أوراق ضغط على إسرائيل والدول الداعمة لها مثلما حدث في حرب 73 لثنيها عن إجراءاتها أحادية الجانب بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ؟ ، أجاب داوود "نأمل ونطالب ونتوق لذلك اليوم الذي تعود فيه قضية التلاحم العربي كما كانت سابقا والتنسيق المشترك فيما يتعلق بالقضايا الكبرى والمصيرية كما كان في تلك الأيام والتي أثمرت عن نتائج إيجابية وعسكرية وإعلامية وغير ذلك".
وأعرب وزير الأوقاف الأردني عن اعتقاده بأنه بات واجبا على الدول العربية والإسلامية أن تتجاوز جراحاتها ومشاكلها الذاتية والبينية ، وأن تبدأ في التنسيق بشأن قضاياها الكبرى والاستراتيجية والأساسية والمقدسة وعلى رأسها قضية المسجد الأقصى ..قائلا " أعتقد أنه يجب على الدول العربية والإسلامية أن تعقد فيما بينها اجتماعات تنسيقية للاتفاق على سياسة معينة في هذا الموضوع".
وحول الدور الذي يمكن أن يقوم به الإعلام العربي لنصرة القدس والمقدسات..دعا وزير الأوقاف الأردني وسائل الإعلام العربية إلى ضرورة إبراز المواقف الصامدة والبطولية للمقدسيين في التصدي لحراب الاحتلال وحث القيادات العربية والإسلامية لأن تبادر لأداء دورها ورسالتها بشأن الأقصى "وألا نتخذ الأحداث التي تجري وسيلة لتصفية الحسابات والدخول في نزاعات بل أن تكون وسيلة لرص الصف"..كما دعا إلى ضرورة التركيز على فضح الانتهاكات الإسرائيلية وعنصرية الكيان الإسرائيلي وتوجيه رسالة للغرب عن هذه الممارسات العنصرية الانتهاكات.
وتعقيبا على ما يقوم به تنظيم داعش بحق المسيحيين في العراق..أجاب داوود بأن داعش هو تنظيم متطرف وما يدعو له من أفكار وممارسات هي خارجة عن روح الإسلام وحقيقة الدين الإسلامي ، وإما أنهم يفهمون مفاهيم مغلوطة خاطئة من نصوص يجتزئونها من القرأن الكريم أو السنة ولا يتعمقون في مقاصدها ومعانيها ويخرجون بأحكام مخالفة لمقاصد هذا الدين أو قد يكون عن سوء نية بقصد تبرير تصرفاتهم.
وعن تزايد ظاهرة (الإسلاموفوبيا) لدى الغرب على خلفية صعود داعش وهجماته ضد المسيحيين والطوائف المختلفة .. قال وزير الأوقاف الأردني "إنني لا ألوم الغرب على تخوفه من الإسلام لأن من بيننا جماعات متطرفة ومسلمين يقومون بأعمال خارجة عن حقيقة الإسلام ، وكل ما يمكن أن نقوله ونقوم ببيانه وإعلانه يهدمه فعل واحد من الأفعال المتطرفة"..مشددا على ضرورة أن تتوجه جهود المسلمين لمحاربة هذه الجماعات المتطرفة فكريا وأيديولوجيا وتجفيف منابعها لأنها الأساس في نشر هذه الفوبيا.
ونبه إلى أن هناك أعداء كثر يحاولون الاستفادة من أفعال هذه الجماعات لنشرها في الغرب وإثارته وهو ما يستوجب إيصال الرسالة الواضحة حول الإسلام ومقاومة وجود هذه الجماعات في البلاد العربية وتحصين الشباب من الاستجابة لها والعمل على تجفيف منابعها.
فيديو قد يعجبك: