الجفري: الدعوة تُبنى على معايشة الناس والوصول إلى أماكنهم ومخاطبتهم
كتب ـ محمد قادوس:
نشر الداعية الشيخ الحبيب علي الجفري على صفحته الشخصية بـ "فيسبوك" صُورا قديمة لأستاذه المربي الحبيب ـ عمر بن حفيظ في مقتبل شبابه داعيًا ومعلمًا وناشرًا للخير في منطقة البيضاء وقُراها باليمن.
وأوضح الجفري أن الدعوة لا تُبنى على التجمعات الكبيرة ولا على الإعلام، مع عدم الانتقاص من نفع الوسيلتين، ولكنها تُبنى على معايشة الناس، والوصول إلى أماكنهم، ومخاطبتهم بالأُسس والأوليات.
وقال إن التخلص من انحراف الفهم الناتج عن الاقتصار على رؤية الكبار في مراحل خدمتهم المتأخرة دون معرفة بداياتهم وجهدهم التأسيسي لخدمتهم، فهذا الانحراف أدى إلى انصراف كثير من الشباب إلى القفز نحو العمل الدعوي الجماهيري والإعلامي مع إهمال الجهد الميداني والتثاقل عنه.
وكتب الجفري: من المعلوم أن استثقال الجهد الميداني من حظوظ النفوس التي تتشوَّف للشهرة والظهور وهي مع ذلك تُوهم صاحبها أن ذلك للتوسع في مجال الدعوة من البدايات.
ويلاحظ أيضاً، على بعض الدعاة الشباب المبتدئين؛ حيث تشغلهم علائق الدنيا ومقتضيات طلبها عن لُبِّ الدعوة، وربما التمسوا لأنفسهم العذر في ذلك بما يرونه من جِدَةٍ وسَعة في أسباب العيش لدى عدد من الأشياخ ممن يسر الله لهم الأسباب، وسخّر لهم الدنيا، فأخذوا منها بالمعروف دون تعلق القلوب بها ولا ربطٍ للدعوة بوفرة العيش أو شغفه، وغاب عنهم شأن بدايات الأشياخ، وحقيقة أن أمر الرزق إلى الرزّاق سبحانه وتعالى، وخطورة العبث والاستخفاف بمقام الدعوة الشريف عند توظيفها في مسلك الاستزادة من الدنيا والتوسع فيها.
ومنها أن قلّة ذات اليد لا تحول بين الداعية والحفاظ على نظافة مظهره، وجمال هِندامه بما تيسر دون تكلّف ولا تعسّف، مع الاعتناء بنظافة الباطن وجماله (إن الله جميل يحب الجمال، نظيف يحب النظافة).
ومنها أن الدعوة العامة التي تخاطب البسطاء، وتُعلّم أساسيات الدين هي مفتاح المواهب والفتوحات.
قال الإمام العارف علي بن محمد الحبشي: "ما رأيت شبكة لاصطياد العلوم اللدُنيّة مثل الدعوة العامة إلى الله".
اللهم افتح لنا فتوح العارفين وفقّهنا في الدين واجعلنا من الدعاة الناصحين والأولياء الصالحين.
فيديو قد يعجبك: