على جمعة: التواضع لله إثبات للعبودية.. وهكذا كان تواضع النبي
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن التواضع قيمة عالية جدا والتي كان يُقال في شأنها: «مَن تواضع لله رفعه»، والتي هي نوع من أنواع إثبات العبودية لله وحده، يسجد المسلم كثيرًا في صلاته، وهذا إنما هو تواضع لله، وأنه لا يسجد إلا لله، وأنه بذلك يُعلن حرّيته بهذا السجود لرب العالمين لأنه لا يخشى إلا الله، وبذلك فهو لا يخشى لومة لائم.
وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن قيمة التواضع هي عنصر مهم في قضية الرحمة.
وأضاف جمعة: كان سيدنا رسول الله ﷺ يُعَلِّمنا التواضع بأساليب شتى، يعني في سيرته كلها كان يعلمنا التواضع، وكانت الصحابة حريصة على أن تنقل لنا هذه الصورة النبوية لسيدنا رسول الله ﷺ، رأيناه يأكل مع الأطفال، ومع العبيد، ومع الضِّعاف، ومع الضيوف.
وكتب الدكتور جمعة: رأيناه ﷺ وهو -من رحمته-ينزل من فوق المنبر عندما رأى الحسن والحسين رضي الله عنهما يتعثران في ثيابهما، فأخذهما وضمهما إلى صدره الشريف.
رأيناه وهو يترك أمامه بنت زينب الكبرى -بنته ﷺ -وهي تركب فوق ظهره فيطيل لها السجود.
واستشهد بما روي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إلا ونَحَّى له رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأْسَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ".
يعني مَن وضع فمه في أذن رسول الله ﷺ يريد أن يُناجيه وأن يتكلم معه فترى النبي ﷺ يسمعه وهو سيد الكونين وهو سيد الخلق ﷺ، ولا يحرك رأسه إلا بعد ما ينتهي الرجل، وهذه الحركة قد تكون مُتعبة ومُجهدة لكنه ﷺ من تواضعه وأدبه يفعل هذا.
وكان ﷺ يترك يده لبنات بني النجار، فالبنت تأخذه حيثما شاءت.
فاللهم يا ربنا ارزقنا التواضع لك، وارزقنا الرفعة من هذا التواضع.
فيديو قد يعجبك: