على جمعة: لكي تكون عبداً ربانياً عليك اتخاذ هذا القرار
كتب - محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة- مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - إنه لكي نهيئ أنفسنا للربانية، علينا أن نأخذ قرارا من ذات أنفسنا نبيع به هذه النفس لله سبحانه وتعالى، فنجعل الدنيا في أيدينا ونخرجها من قلوبنا، وعلينا بذلك أن نتقي الله حق تقاته, وأن ننقل أنفسنا بإذنه من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه, وأن نحول عباداتنا إلى إخلاص لرب العالمين، وأن ننقل عاداتنا إلى دائرة العبادة له سبحانه وحده.
وأضاف جمعة من خلال الصفحة الرسمية لفضيلته عبر "فيسبوك": إن ذلك يحتاج إلى قرار من أنفسنا نبيع به هذه النفس لله سبحانه وتعالى, فنجعل الدنيا في أيدينا ونخرجها من قلوبنا, ونبدأ صفحة جديدة معه سبحانه فنتوب ونندم على ذنوبنا ونعزم على عدم تكرارها, ونقلد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ونجعله القدوة والأسوة الحسنة في حياتنا. فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحسن الناس خلقاً وأكرمهم وأتقاهم. قال ابن كثير في تفسيره واصفاً خُلُقه صلى الله عليه وسلم: إنه صلى الله عليه وآله وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهيا سجية له وخُلُقا.. فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه, هذا ما جبله الله عليه من الخلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خلق جميل. فلنجعل لأنفسنا حصة من القرآن كل يوم قلت أو كثرت ولا تقطع نفسك عن كلام الله.
وأوضح فضيلة المفتي السابق أنه يجب أن يكون في برنامج واضح ويسير على من يسره الله عليه, والله سبحانه وتعالى لا يريد ظلماً للعالمين, كما كتب ذلك على نفسه وجعل رحمته تسبق غضبه, فأمرنا وأرشدنا ووجهنا لما فيه الخير لأنفسنا, يقول تعالي: (قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) واللغو منه مباح، ومنه مكروه، ومنه حرام, ولكن المؤمن قد أعرض عن اللغو كله, ونقل ما يفعله من أكل وشرب ولبس وسعي وذهاب ومجيء: بالنية الصالحة- لله رب العالمين وحده.
وقال فضيلته: هلا دربنا أنفسنا فيما تبقى لنا من زمن حتى نستقبل نفحات الله في أيام دهرنا والله عنا راض, هلا فعلنا ذلك فنجد في أنفسنا حلاوة الإيمان وحلاوة العبادة وحلاوة الذكر, ومن جرب حلاوة الإيمان لا يتركها أبدا, وهكذا شأن الإيمان إذا دخل القلب وداعبت حلاوته القلوب فإنه يزداد ولا ينقص, فهلا فعلنا ذلك حتى نغير من عقائدنا وأحوالنا مع أنفسنا لله وأن نفعل ذلك ابتغاء وجه الله.
وفي نهاية بيانه قال جمعة إنه يلزم علينا التأمل في قوله سبحانه وتعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا) وحبل الله هو القرآن (وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * تِلْكَ آَيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحَقِّ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ).
فيديو قد يعجبك: