لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جمعة: كلمة (الإرهاب) ترجمة خطأ لمصطلح أجنبي.. وهذا هو المعنى الشرعي الصحيح

12:06 ص الإثنين 31 ديسمبر 2018

الدكتور علي جمعة

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إنه عندما ترجم الناس مصطلح (Terrorism) ترجموه إلى العربية بكلمة (الإرهاب) وهي- حسبما يرى- ترجمة خطأ؛ حيث إن كلمة إرهاب في اللغة العربية مصدر له معنى قوة الردع، وله معنى الهيبة والجلال.

وتابع جمعة: لذا نرى القرآن الكريم ينصح المؤمنين لإحداث قوة الردع التي تؤول إلى السلام، وإلى منع إراقة الدماء، وإلى منع مزيد من الدمار في الحروب والنزاعات، فقال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) وقال: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونُ فِى الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).

وأوضح فضيلة المفتي السابق، في بيان عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الترجمة التي يراها موافقة معنى وحكماً لهذه الكلمة الإنجليزية هي كلمة (الإرجاف) والاشتقاق منها يرجفون، ومرجفون قال تعال: (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ في قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ في المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا).

وبين فضيلته أن هذا شأن من معنا الآن ممن يقتلون الناس بغير حق، بل محض الفساد في الأرض ولا يعني هذا أنهم لا يمتلكون تأويلا لما يفعلونه، بل يعني أنهم خرجوا عن السواد الأعظم للمسلمين وخرجوا عن منهج الله سبحانه وتعالى فيما أمرهم به وقال لهم: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ولقد شدد ربنا سبحانه وتعالى على قضية القتل فقال ويحكي عن بني إسرائيل وهذا يعني أن حرمة القتل كانت ولا زالت في كل الأديان وعلى مر العصور: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِى الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).

وهم لا يريدون أيضاً أن يفهموا مراد الله من كلامه، ويفهمون ما يريدون هم شأنهم شأن إبليس رأس الشر في الكون ؛حيث علمنا ربنا أنه أراد أن يعبد الله كما يريد هو وليس كما أراد الله فقال له عند أمره بالسجود لآدم: (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) ولم ينف سجوده لله بل نفى سجوده لمن ظنه أدون منه: (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ).

وأكد جمعة أن هذا يبين لنا مسألة خطيرة وهي الخطأ في الترجمة وما يترتب عليه من احتلال المفاهيم واختلالها، ولقد لاحظ هذه القضية الشيخ محمد المرصفي في أواخر القرن التاسع عشر فألف كتابه الماتع (الكلم الثمان) فنبه على اختلاف المفاهيم بإزاء المصطلحات الجارية ومدى الحاجة لضبط هذه المسألة، فإن استعمال مصطلح قرآني مثل هذا في غير ما هو له، بل في ضد معناه، وإهمال مصطلح قرآني آخر يسبب كثيراً من اللبس ويعطل اللغة عن أداء وظيفتها في التواصل بين الناس من جهة، وفي فهم كلام الله سبحانه وتعالى من جهة أخرى بالإضافة إلى أن الألفاظ لها معنى أصلي ومعنى تابع، ولها مردود يسمى بمردود الكلمة يؤثر في وجدان السامع ويسبب الطمأنينة والاتساق أو الحيرة والشقاق، ونحن بلا شك نريد تكريس الأول، ونخاف كثيراً من مساوئ الجانب الآخر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان