هل يرد الدعاء القضاء؟.. عضو بـ"الأزهر للفتوى" يجيب لمصراوي

كتب ـ محمد قادوس:

توجه مصراوي بسؤال إلى الشيخ علي احمد رأفت، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني، يقول " هل يرد الدعاء القضاء؟" وقد أجاب فضيلته قائلاً:

إن قضاء الله واقع لا محالة، ولا يتخلف القضاء عن النزول إلا في حالة واحدة وهي حالة الدعاء، فالقدر في هذه الحالة معلق على سبب وهو الدعاء.

وأوضح رأفت أنه إذا كان هناك مكروه ينزل على العبد ودعا هذا العبد فإن الله – تعالى – برحمته يمسك هذا القضاء وهذا المكروه فلا ينزل على العبد ببركة الدعاء.

وبين عضو الأزهر للفتوى أنه جاءت أحاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام تدل على هذا منها:

فعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلاَّ البِرُّ) .. سنن الترمذي (4/ 16).

قال الإمام الطيبي : ( يحتمل أن يكون المراد من القدر الأمر الذي كان يقدر لولا دعاؤه، ومن العمر العمر الذي كان يقصر لولا بره فيكون الدعاء والبر سببين من أسباب ذلك. وهما مقدران أيضًا ) . شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3164).

وأيضا حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الْبَلَاءَ لَيَنْزِلُ فَيَتَلَقَّاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " . المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 669) .

ومعنى يعتلجان: يتصارعان، ويتدافعان.

وعليه : فينبغي على المسلم ألا يترك الدعاء لفضائله الكثيرة ومنه الذى ذكرناه آنفا .