لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جمعة يوضح: اختلطت المصطلحات فأطلقنا الحرية والإبداع على غير اسمهما

02:00 ص الثلاثاء 12 فبراير 2019

الدكتور علي جمعة

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن من سمات هذا العصر "الحرية"؛ والحرية في مقابل الـ Freedom ، ولو أننا كنا من مكان المترجمين الأوائل لاخترت لهم (التفلت) وليست الحرية، موضحاً أن كلمة (Freedom) في بعض معانيها أو في كثير من دلالاتها تعني (التفلت) ولا تعني كلمة الحرية التي يعنيها هذا المصطلح في استعماله التراثي بإزاء العبودية.

وأضاف فضيلة المفتي السابق أن الحرية أمر طيب يتشوف له الشرع الشريف، يغير كثير من الأحكام من أجل تشوفه للحرية ، فعندما نسمي شيئا له تحميلات فلسفية أخري قد تتوافق وقد تتخالف مع ما لدينا فبهذا حصل احتلال لهذا المصطلح ،وحدث إختلال لمعناه وأصبح هناك هذا مما يزيد الفجوة بيننا وبين موروثنا.

وكتب فضيلته، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: دعا رسول الله ﷺ إلى أمر مهم من مهمات الدين وهو عدم التلاعب باللغة، ونبهنا أن التلاعب باللغة سيجر علينا أبواب شر كبيرة لا نستطيع أن نغلقها ،ونستحل بها الحرام ونحرم بها الحلال ،ونأمر بذلك بالمنكر وننهى عن المعروف على عكس مراد الله من خلقه ،وعلى عكس ما أراده الله سبحانه وتعالى لنا من طريق مستقيم.

يقول النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ عن شأن آخر الزمان (يستحلون الخمر يسمونها بغير اسمها) ولنقف عند هذه الجملة ونرى ما وراءها ونرى سيد المرسلين وهو يوجه أصحابه الكرام إلى هذه القاعدة وهذا المفتاح وذلك الباب الذي إذا التزم به الناس تميزوا في دعوتهم إلى الله وإذا ما تركوه فرط عقدهم وانفرط نظامهم (يستحلون الخمر يسمونها بغير اسمها ..) وقد كان؛ نعم أسموها بالشمبانيا وبالويسكي وبالجِن وبأنواعٍ لا تتناهى لا يحصرها الخمّار .. شاعت وذاعت في البلاد والعباد، وأخذ الناس يتساءلون عن الفرق بين الشمبانيا وبين الخمر، وكأن الخمر قد حُصِرت في نباتٍ معين! والنبي ﷺ يقول: (كل مسكرٍ خمر) ونهى رسول الله ﷺ " عن كل مسكرٍ ومُفَتِّر" فنهى عن المسكرات ونهى عن المخدرات، وأجمعت الأمة على أن الحشيشة التي تخدّر عقل الإنسان وتغيبه عن وعيه وعن التكليف الذي أمره به ربه أنها حرام شأنها شأن الخمر لأنها تُذهب العقل.

ودعا جمعة إلى ضرورة أن ننتبه إلى قاعدة عامة وهي أننا ينبغي ألا نُطلق الكلمات التي وضع الله لها معانٍ في اللغة العربية وعلمها لآدم وأنزلها في كتابه وأجراها على لسان نبيه المصطفى ﷺ وعلّق عليها الأحكام ونقلتها الأمة جيلاً بعد جيل لا ينبغي أن نتلاعب بمعانيها ولا ينبغي أن نضع الألفاظ بإزاء معانٍ أخرى نستحدثها .. نتأثر فيها بالشرق والغرب أو نتأثر فيها بهوى أنفسنا.

وبين فضيلته أن التلاعب على هذا الشأن ذاع وشاع وأطلقنا الحرية وهي الكلمة التي جعلها رسول الله ﷺ بإزاء الرق والعبودية جعلناها عنوانًا على التفلت ، نتفلت من كل شيء وندّعي أن ذلك التفلت يولّد لدى الإنسان الإبداع، والإبداع كلمة محترمة لطيفة في اللغة العربية لأن فيها إيجاد وفيها فن ، لأن فيها جمال لكننا قد خرجنا عن حدود الجمال وعن حدود الفنون وعن حدود الإيجاد الذي يُصلح الأرض إلى بعض سمادير السكرانين، والسمادير هي هذه الخيالات المريضة التي يراها السكران أثناء سكره ،أصبحت هذه السمادير هي أساس الإبداع عندنا فأطلقنا الإبداع على غير اسمه، وأطلقنا الحرية على غير اسمها كما نبهنا رسول الله ﷺ إلى الخمر ألا تطلق على غير مسماها.

فأطلقنا كلمة الحرية على التفلت، والإبداع على المخرقة ، والشمبانيا على الخمر، وقس على ذلك في مجال السياسة والاقتصاد والاجتماع وعلوم الإنسان والقانون وفي مجال الإنسان الذي يحيا في عصره حتى اختلطت المصطلحات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان