لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

منها رفع صحائف الأعمال.. تعرف على فضائل شهر شعبان

04:38 م الخميس 11 أبريل 2019

أرشيفية

كتب – هاني ضوه :

من الأمور التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن شهر شعبان أنه شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وأن من خصائصه كذلك أنه فيه ترفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وهو ما أشار إليه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم عندما أجاب عن سبب إكثاره من الصوم في شهر شعبان، فقال: "إنَّه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، وأحب أن يرفع عملي إلى الله وأنا صائم".

ويبين هذا الحديث الشريف أن في السنة شهراً ترفع فيه صحائف الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وهو ما قرره الكثير من العلماء وتكلموا عنه عند التعرض للحديث عن شهر شعبان المبارك وخصائصه، لذلك قالوا أن رجب هو شهر الزرع، وشعبان هو شهر السقيا، ورمضان هو شهر الحصاد، ولا يحصد الإنسان إلا ما زرع.

ومن هنا كان حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن يكثر من الصوم حتى يرفع عمله إلى الله عز وجل وهو في حال الطاعة، وهو توجيه نبوي عملي للمؤمن أن يكون دائمًا في حال الطاعة خاصة في هذا الشهر حتى تعرض صحائف أعمالنا إلى الله عز وجل ونحن في خير وفي حال وصل مع الله عز وجل فتكون أرجى في القبول وغفران ما قد يكتنفها من ذنوب وتقصير، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).

ومن العلماء الذي تكلموا عن رفع الأعمال في شهر شعبان الإمام ابن القيم وذلك في حاشية سنن الإمام بي دواد حيث قال: "عمل العام يرفع في شعبان؛ كما أخبر به الصادق المصدوق ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار. فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع في العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله وطويت صحيفة العمل".

وكذلك تحدث الإمام العلامة أبو إسماعيل الهروي في كتابه "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"، حيث شرح الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت متى يرفع الأعمال إلى الله ومنها يوما الاثنين والخميس من كل أسبوع حسبما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام البيهقي في كتابه "شعب الإيمان" بسنده عن النبي صلة الله عليه وآله وسلم "إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم".

وقال الإمام الهروي تعليقًا وشرحًا: "قول النبي صلى الله عليه وآلة وسلم: «تُعرَضُ الأعمالُ» أي على الملك المتعال، «يومَ الاثنينِ والخميسِ» بالجر، «فأُحِبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائمٌ» أي طلبًا لزيادة رفعة الدرجة". قال ابن حجر: ولا ينافي هذا رفعها في شعبان كما قال صلى الله عليه وآلة وسلم: «إنه شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ، وأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ»؛ لجواز رفع أعمال الأسبوع مفصلة، وأعمال العام مجملة].

ومن الأوقات كذلك التي يرفع فيها الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى بشكل يومي عند الصباح والمساء، فيُرفع إليه سبحانه وتعالى عملُ الليل قبل عمل النَّهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، وهو ما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم (وهم) يصلون، وأتيناهم وهم يصلون".

وهذا الحديث يدل أيضًا على فضيلة هذين الوقتين لمزيد طاعة وتقرب إلى الله عز وجل حتى ترفع أعمال المؤمن إليه سبحانه وتعالى وهو في حال طاعة وقرب منه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان