السيدة ميمونة.. آخر زوجات النبي وسبب دخول بني هلال في إلإسلام
كتب – هاني ضوه:
كانت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها ذات حسب كبير وخلق جليل فهي ابنة: الحارث بن حزن بن بجير بن هزم من بني هلال، وأمها هند بنت عوف بن زهير التي كانت توصف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً، وأختها أم الفضل زوجته العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي خالة ابن عباس، وخالة خالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين.
كان اسمها برة بنت الحارث، فلما تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير اسمها إلى ميمونة، وكان لزواجها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم قصة، فهي آخر زوجاته رضي الله عنهن، وكان لزواجها منه فضل كبير في دخول بني هلال إلى الإسلام.
ذكر ابن هشام في السيرة النبوية أنه في شهر ذي القعد من السنة السابعة للهجرة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد دخل إلى مكة في عمرة القضاء، وكانت السيدة ميمونة تتمنى أن تكون زوجة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأفضت بأمنيتها هذه إلى أختها أم الفضل، وحدثتها عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجاً للرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبالفعل تحدثت أختها مع زوجها العباس بن عبدالمطلب، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بذلك.
فبعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما إن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها بعد أن وافقت على الخطبة، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما إن وقعت عيناها عليه صلى الله عليه وآله وسلم حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله".
وأراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقيم وليمة عرسه على السيدة ميمونة رضي الله عنها في مكة، لكن قريشا أبت ذلك، وأرسلوا إليه حويطب بن عبدالعزى بعد مضي أربعة أيام يقول له: إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنَّا، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا رافع رضي الله عنه فنادى بالرحيل، فخرج إلى سرف -وهو موضع قرب التنعيم يبعد عن مكة عشرة أميال– وَبَنَى بها، وكان عمر السيدة ميمونة وقتها 26 عامًا، وقد أولم عليها بأكثر من شاة، وأصدقها أربعمائة درهم، وقيل بخمسمائة درهم، لتصبح السيدة ميمونة أمًا للمؤمنين وآخر زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ظلت السيدة ميمونة تعيش لحظات الحنين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أنها أوصت بدفنها في نفس المكان الذي بنى بها فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ويروى أنها كانت تحج ذلك العام عام وفاتها، وداهمها المرض بعد أن أدت المناسك، وحين تماثلت للشفاء، حملت في هودجها إلى المدينة المنورة، وكان معها ابن أختها عبدالله بن عباس رضي الله عنه فلما قارب الركب من مكان "سرف" هاجت بها الذكرى، وثارت في جوارحه فلم يقوَ البدن الضعيف على التحمل فنزلوا بها هناك، وما هي إلا ساعات حتى لفظت أنفاسها لتلحق بالحبيب المحبوب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فقام ابن عباس (رضي الله عنه) بتجهيزها ودفنها (رضي الله عنها)، وكان ذلك سنة 51 للهجرة، وكان عمرها إذ ذاك ثمانين سنة.
فيديو قد يعجبك: