لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المجددون في الإسلام.. محمد الباقر إمام أهل البيت وحافظ السنة

01:16 م السبت 11 مايو 2019

أرشيفية

كتب - هاني ضوه :

يتابع مصراوي عرض سير المجددين في الإسلام .. واليوم يرصد سيرة واحدٍ من كبار علماء عصره الذي شهد له القاصي والداني بعلمه وفقهه وورعه، فهو من كبار علماء التابعين الذين أجمع عليهم أهل السنة وكذلك الشيعة.

الإمام محمد الباقر .. حفيد الإمام الحسين فهو الإمام محمد بن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وعن أهل البيت أجمعين.

كان رضي الله عنه من كبار التابعين المجتهدين، ومن الفقهاء المعتبرين الذين أخذ عنهم الفقه والحديث، وأتفق علماء الحديث على الاحتجاج به وتروى عنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة بعضها في الصحيحين.

أما عن سبب تسميته بـ "الباقر" فترجع لسعة علمه وغزارته واجتهاده، فقال عنه العلماء إنه لقب بالباقر من بَقَر العلم أي شَقَّه، واستخرج خفاياه.

عدَّهُ ابن الأثير الجزري ومحمد شمس الحق العظيم آبادي أحد المجددين على رأس المائة الأولى بصفته أحد فقهاء المدينة المنورة.

ولادته ونشأته

ولد الإمام محمّد الباقر في المدينة المنورة يوم الجمعة 1 رجب سنة 57 هـ الموافق 13 مايو سنة 677مـ، وكانت ولادته قبل أربع سنوات من واقعة الطف.

وعن نسبه نشأته وعلمه قال الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية": "هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو جعفر الباقر وأمه أم عبد الله بنت الحسين بن علي وهو تابعي جليل كبير القدر كثيرا أحدا أعلام هذه الأمة علما وعملا وسيادة وشرفا . وقال عنه في موضع آخر: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كان أبوه علي زين العابدين وجده الحسين قتلا شهيدين بالعراق، وسمي الباقر لبقره العلوم واستنباطه الحكم، كان ذاكرا خاشعا صابرا وكان من سلالة النبوة رفيع النسب عالي الحسب".

جهوده في حفظ السنة النبوية

كان للإمام محمد الباقر دورًا كبيرًا في حفظ الأحاديث النبوية المشرفة والسنة المطهرة في وقت حرج لم تكن تدون فيه السنة، فاستطاع من خلال الرواة أن يحافظ على أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونشرها على نطاق واسع فقد روى عنه عدد كبير جدًا من المحدثين وكبار التابعين، وعن ذلك يقول الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية":

«وحدث عنه جماعة من كبار التابعين وغيرهم. فمن روى عنه ابنه جعفر الصادق، والحكم بن عتيبة، وربيعة، والأعمش، وأبو إسحاق السبيعي، والأوزاعي، والأعرج، وهو أسن منه، وابن جريج وعطاء وعمرو بن دينار والزهري. وقال سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق قال: حدثني أبي وكان خير محمدي يومئذ على وجه الأرض، وقال العجلي: هو مدني تابعي ثقة، وقال محمد بن سعد: كان ثقة كثير الحديث»

ليس ذلك فحسب بل أورد أمير المؤمنين في الحديث وشارح صحيح البخاري الإمام ابن حجر العسقلاني قائمة طويلة جدًا ذكر فيها مر ووا عن الإمام الباقر الحديث الشريف وقد حقق عدد كبير من هؤلاء شهرة عظيمة وشكلوا بدورهم دوائرهم الدراسية الخاصية بهم فأسهموا بدورهم في حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الضياع.

ومن بين هؤلاء ولده جعفر الصادق، وعمرو بن عبد الله، ومحمد بن مسلم بن شهاب، وعمرو بن دينار، وعبد الرحمن بن العمر، وابن جُريح، وعبد الملك، والأعمش، وسليمان بن مهران، ومكحول بن راشد، ومعمر بن يحيى بن سامسان، ومن الفقهاء نحو: ابن المبارك، والزهري، والأوزاعي، وأبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وزياد بن المنذر النهدي.

كما ذكر الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" عددًا أخر ممن رووا عن الإمام محمد الباقر من بينهم: الإمام ربيعة الراعي، عطاء بن أبي رياح، وجابر الجعفي، وأبان بن تغلب، وليث بن أبي سُليم، وآخرين.

ومن المصنفين نحو: الطبري، والبلاذي، والسلامي، والخطيب في تواريخهم. وفي: الموطأ، وشرف المصطفى، والإبانة، وحلية الأولياء، وسنن أبي داود، والألكاني، ومسندي أبي حنيفة والمروزي، وترغيب الأصفهاني، وبسيط الواحدي وتفسير النقاش، والزمخشري، ومعرفة أصول الحديث، ورسالة السمعاني فيقولون: قال محمد بن علي، وربما قالوا: قال محمد الباقر».

أثره في الفقه

لم يكن الإمام محمد الباقر مجرد راوي للحديث الشريف، بل كان صاحب مدرسة واجتهاد فقهي نهل منها عدد من العلماء الذين صاروا أئمة في الفقه، حتى قال عبد اللّه بن عطاء، وهو أحد الشخصيات البارزة ومن العلماء الكبار المعاصرين للإمام محمد الباقر: "ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبيٌ بين يدي معلمه".

موقفه من سيدنا خلافة سيدنا أبو بكر وعمر

كان الإمام محمد الباقر عفيف اللسان متخلق بأخلاق أهل البيت الكرام، فكانت يغضب غضبًا شديدًا إذا ما ذم أحدًا سيدنا أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقد سأله مرة سالم بن أبي حفصة -وكان معه ابنه جعفر الصادق- عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال: «يا سالم! أحْبِبْهما وابْرأ إلى الله من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى».

وروى إسحاقٌ الأزرق، عن بسَّام الصَيرفي قال: سألت أبا جعفر محمداً الباقر عن أبي بكر وعمر، فقال: «والله إني لأتولاهما وأستغفرُ لهما، وما أدركتُ أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما».

وقال يوماً لجلسائه: «أجْمعَ بنو فاطمة أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون القول».

وليس أدل على تقديره لسيدنا أبو بكر الصديق من أنه قد تزوج من ذرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقد تزوج بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وقال وهو يعاني سكرات الموت رحمه الله: «اللهم إني أتولى أبا بكر وعمر، اللهم إن كان في نفسي غير هذا فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم».

وفاته

توفى الإمام محمد الباقر سنة 114 هجريًا بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام حسبما ذكر الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" ودفن في البقيع وكان ذلك في حكم هشام بن عبدالملك الأموي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان