لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شيوخ الأزهر (4) الإمام القليني.. الذي تتلمذ على يد اثنين من مشايخ الأزهر

11:08 م الأحد 12 مايو 2019

الأزهر الشريف

كتب – هاني ضوه :

كان الأزهر الشريف ولا يزال منارة العلم في مشارق الأرض ومغاربها، يأتيه طلبة العلم من كل فج عميق، لينهلوا من علوم مشايخه وأخلاقهم ما يجعلهم سفراء للإسلام علماء بعلومه وفنونه المختلفة، وفي ذكرى تأسيسه في مثل هذا اليوم في السابع من رمضان عام 361 هجريًا، منذ 1079 سنة .. يستعرض مصراوي أول أئمة وشيوخ ترأسوا ذلك الصرح العلمي والشرعي الكبير وجلسوا على منبره الشريف.

بعد أن توفى الشيخ محمد النشرتي المالكي، تولى بعده مشيخة الأزهر الإمام الشيخ عبد الباقي القليني، وبذلك يصبح هو الشيخ الرابع للأزهر الشريف، الذي تولى المشيخة.

لا يعرف على وجه التحديد متى ولد الشيخ عبدالباقي القليني، ولكن المعروف عنه أنه ولد في قرية "قلين" التي توجد الآن في محافظة كفر الشيخ، وإليها نُسب فسمي بالقليني، وكان من عادة أهل القرية أن يعلموا أباءهم القرآن الكريم حتى يتموا حفظه، فلما أتم الشيخ القلني حفظ كتاب الله توجه إلى القاهرة للالتحاق بالأزهر الشريف ودراسة علوم الشريعة الإسلامية.

وبالفعل التحق الشيخ عبدالباقي القليني بالأزهر الشريف بنظامه القديم، وتعلم وتربى على أيدي كبار علماء عصره الذين درسوا له أمهات الكتب في كافة فروع الشريعة مثل علم التوحيد، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والتصوف، وكذلك علم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات.

وكان نتاج هذا التحصيل العلمي الكبير والمثابره والجد والاجتهاد من الشيخ أن صار أحد كبار علماء المذهب المالكي في عصره بالأزهر الشريف، فقد كان ضمن شيوخه اثنين من شيوخ الأزهر الشريف هما الشيخ البرماوي والشيخ النشرتي رحمهم الله جميعًا.

وصار للشيخ عبدالباقي القليني مريدين وطلاب بعد أن ذاع صيته وعلمه، وذلك قبل أن يتولى مشيخة الأزهر الشريف، وكان يهتم يتوجيه طلابه ومريديه إلى الاهتمام والتعمق في الكتب التراثية القديمة والبحث فيها للاستفاده بما فيها من درر، وكان يشرح لهم ما قد يُشكَّل عليهم فيها، ويملي عليهم الحواشي التي توضح الكثير مما فيها.

وبعد وفاة الإمام الشيخ النشرتي تولى الشيخ عبدالباقي القليني مشيخة الأزهر الشريف عام 1120 هـ/ 1709م، وحينها دار صراعًا كبيرًا على تولى المشيخة لم يكن الشيخ القليني طرفًا فيه، بل خاصه أصدقاءه وتلامذته حتى انتهى إليه أمر مشيخة الأزهر الشريف.

ولا يعرف للشيخ القليني مصنفات محددة، لأنه لم يكن من المشايخ الذين يهتمون بالتصنيف، ولكنه قضى حياته في التعليم والتعلم وخوض غمار العلوم وشرحها للطلبة والمريدين، فلم يصنف لنفسه شئ.

وقد ذكَر الجبرتى في مؤلَّفه أنَّه ترجم للكثيرين من طلبة القلينى وأثنى عليهم، وذكَر أنهم كانوا بحورًا زاخرة في العلوم النقليَّة والعقليَّة، ومن بينهم على سبيل المثال الشيخ محمد صلاح الدين البرلسي المالكي - الذي لازَمَه وانقطع إليه، وكان يُشبهه في الفقه المالكي خاصَّة، وفى العلوم اللغويَّة والدينيَّة على سبيل العموم، وتُوفِّى البرلسى 1154هـ، ويتَّضح من هذا أنَّ لتلاميذه كتبًا ومؤلفات.

أما عن وفاة الشيخ عبدالباقي القليني شئ ولم يدون تاريخ وفاته في كتب التاريخ، إلا أنه ذكر في ألفية الأزهر أنَّه انتقَلَ إلى رحمة الله هادئًا مطمئنًّا إلى كلِّ ما فعَل سنة 1132هـ - 1719م.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان