أستاذ تفسير يوضح معنى اللفظ القرآني "زَلْزَلَةَ".. هل هي إحدى شرائط الساعة؟

كتبت - سماح محمد:

ورد سؤال إلى الدكتور حسام خلف الصفيحي - أستاذ التفسير وعلوم القرآن بالأزهر الشريف - عن معنى كلمة "زَلْزَلَةَ" التي ذكرت في قوله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}.. [الحج : 1]، موضحًا أن أهل اللغة قالوا إنها تعنى "شدة الحركة" وقيل أيضا: هي الزلزلة المعروفة التي هي إحدى شرائط الساعة التي تكون في الدنيا قبل يوم القيامة.

وأضاف الصفيحي من خلال حواره ببرامج "قبس من الأسرار فى ألفاظ القرآن" المذاع عبر أثير إذاعة القاهرة الكبرى: أن الإمام القرطبي قال إن هذا المعنى ورد أيضًا في قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ}.. [البقرة : 214]، وأصل الكلمة من زل فلان عن الموضع ـ أى: زال عنه وتحرك، وزلزل الله قدمه ـ أى: حركها وهذه اللفظة تستخدم للتهويل من الشىء.

وأوضح فضيلته أن ما قاله الإمام الآلوسى إن الزلزلة تعنى التحريك الشديد والإزعاج العنيف وتكرار التحريك بحيث يزيل الأشياء من مقارها ويخرجها من مراكزها وهى شىء عظيم ترتجف لهوله القلوب وتخشع له النفوس، وقال سبحانه وتعالى عنها فى محكم التنزيل {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} بصيغة الإجمال والإبهام لهذا الشىء العظيم لزيادة التهويل والتخويف.

واختتم أستاذ التفسير وعلوم القرآن حديثه قائلا: إنه ورد ذكر اسم القيامة بلفظ "الساعة" في العديد من المواضع في كتاب الله عز وجل ومن ذلك مثلاً قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}.. [الحجر: 85]، وقوله تعالى أيضا: {إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا}.. [طه : 15] والساعة هي كلمة يعبر بها في العربية عن الزمان أو جزءٍ منه.

أما سبب تسمية يوم القيامة بالساعة فإنه يرجع إما لقربها وكأنه يشير إلى أنه لم يبق على قدوم يوم القيامة غير ساعة كنايةً عن سرعة قدومها، وقيل: إنما سميت بذلك لأنها تأتي بشكلٍ مفاجئ فتأتي بغتة في ساعة.