متى فرض الحج؟.. أستاذ بأصول الدين يوضح

كتبت - سماح محمد:

قال الدكتور محمد البطح - الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر - إن العلماء رجحوا أن فرضية الحج كانت في السنة السادسة من الهجرة واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.. [البقرة : 196]، نزلت عام الحديبية حين صد المشركون المسلمين عن البيت الحرام والإتمام هو إكمال الشيء وذلك لا يكون إلا بعد المشروعية، فدل ذلك على أن المشروعية سابقة لنزول هذه الآية والجمهور على أن فرضية الحج بآية 97 من سورة آل عمران فى قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.

وتابع البطح من خلال البرنامج الإذاعى "رأي الدين" المذاع عبر شبكة البرنامج العام موضحا أن هذه الآية على هذا التقدير تكون قد نزلت قبل آية سورة البقرة {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}، وأن من العلماء من ذهب إلى أن الحج فرض في السنة التاسعة من الهجرة واستندوا في ذلك إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا في السنة العاشرة ولكن هذا لا يقف دليلا قويا لهم؛ لأن المسلمين لم يمكنهم الحج قبل فتح مكة وكان فتحها في السنة الثامنة، وفي السنة التاسعة خرج المسلمون للحج لأول مرة تحت إمرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وأوضح سيادته أنه قد تكون هناك عدة اعتبارات جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر حجه إلى السنة العاشرة منها طواف المشركين بالبيت عرايا بحجة أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها فكره النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبتهم.

وختاما بين الأستاذ بكلية أصول الدين أن الحج عبادة ورحلة ممتعة، ففي الحج أساس الإسلام وباب الدخول فيه شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حيث يظهر ذلك في التلبية التي لا يفتأ الحاج يرددها مرارا وتكرارا، وفيه من الصلاة والإقبال على الله والوقوف بين يديه بالمناجاة والتجرد له سبحانه عند بيته الأول {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا}.. [آل عمران : 96]، وفيه من الصوم تجشم الآلام واحتمال المشقات والبعد عن مألوف العبادات ومجاهدة النفس، وفيه من الزكاة بذل المال وإنفاقها في سبيل الله بل في الحج نسيان للمال جملة وغيره من متعلقات الحياة، وفيه من القرب إراقة الدماء تعظيما لشعائر الله وتوسعة على الفقراء من عباده، كما فيه أيضا تذكرة لسنة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.