"حبب إلي من دنياكم النساء والطيب".. هل يتنافى حب النساء مع العصمة؟.. علي جمعة يوضح

كتبت – آمال سامي:

في أحد لقاءاته التلفزيونية ببرنامج "والله أعلم" ورد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، سؤالًا حول تعدد زوجات الرسول حيث يقول البعض أن تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفي الغريزة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويربطون ذلك بالحديث الشريف: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني الصلاة، فهل حب النساء غريزة تتنافى مع العصمة في البدن أم أن هذا شطط ومغالاة؟

"الحديث صحيح لكن الناس تتناقله بطريقة خاطئة، فالناس تظن أنه قال حبب إلي من دنياكم ثلاث، وهذا خطأ، فلم يقل ثلاث"، يقول جمعة، موضحًا أن قوله بعد ذلك جعلت قرة عيني الصلاة حال ثالث لا علاقة له بما قبله من الدنياويات، "الرسول جاء في مجتمع جاهلي بيأد البنات، فالنبي يريد أن يفهمهم ان المرأة ليست نجاسة وانها من البشر وانها تورث" يوضح جمعة أسباب ذكر الرسول لحب النساء مضيفًا مما قاله في ذلك مثل قوله: خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي، وقال أيضًا: النساء شقائق الرجال، وأكد ذلك الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حين قال: "ولهن مثل الذي عليهن"، وأوضح جمعة أن المرأة وظيفتها الأساسية إخراج الحياة وتربيتها واعزازها ناصحًا الرجال "دلعوهم وطبطبوا عليهم"، واشار جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور في السؤال يقول لأصحابه أن كثير منكم لا يحب الجمال، ومن ضمن الجمال الطيب والنساء فهم من زينة الحياة الدنيا.

"الصورة الذهنية السيئة للمرأة تعوقها من الوصول إلى الكمال"، يقول جمعة، فالصورة السيئة التي يتحدث بها المجتمع عن المرأة يجعلها تظن أنها كما يقول المجتمع مادام مجمعًا على ذلك، مما يعوقها من الإنطلاق والكمال حسب جمعة، ولذا قال الحديث: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع"، وأشار جمعة إلى أن العوائق الذكورية الموجودة والسخرية من النساء وغيرها هي الأسباب وراء كمال الرجال وعدم كمال النساء، وذكر جمعةم ما قاله ابن عباس عن المرأة: "خلق الرجل من الأرض فهو بها معلق، وخلقت المرأة من الرجل فهي به معلقة"، موضحًا معنى ذلك بأن الرجل يهتم بالعمل بينما لا ترى المرأة غيره، "لكننا كما ضيعنا الرحمة والحب الذي أمرنا بهم الرسول ضيعنا النساء للأسف".