من معجزات الرسول.. مخاطبته لقتلى بدر واستماعهم له
كتبت – آمال سامي:
في شهر مولده ﷺ يستعرض مصراوي عددًا من دلائل نبوة الرسول ﷺ ومعجزاته، ومن بين تلك المعجزات التي وقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه خاطب قتلى بدر بعد قتلهم وإلقاءهم في طوى من اطواء بدر، وهي البئر التي طويت وبنيت بالحجارة لتثبت ولا تنهار، ويقول ابن حجر في فتح الباري بانها كانت مطوية فانهدمت فصارت كالركي، وحين تعجب المسلمون من خطاب الرسول للكفار خاصة بعد مرور ثلاثة أيام على دفنهم بها، أخبرهم أنهم يسمعونه أكثر مما يسمعه أصحابه من الأحياء.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن أبي طلحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش، فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم، أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدت عليها رحلها، ثم مشى، واتبعه أصحابه، وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: "يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟" قال: فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"، قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً، ونقيمة، وحسرة وندماً.
وكان ممن أسماهم رسول الله كما أورد ابن حجر في فتح الباري، عبيدة والعاص ابناء أبي أحيحة، وسعيد بن العاص بن أمية، وحنظلة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة بن ربيعة، وبالطبع ابو جهل بن هشام وشيبة بن ربيعة وغيرهم.
فيديو قد يعجبك: