من معاني القرآن الكريم.. معنى قوله تعالى: "وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ"
كتبت – آمال سامي:
يقول تعالى في سورة آل عمران في الآية 103:" وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا.."، فما المقصود بقوله تعالى: "عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ"؟
"شفا الشيء هو طرفه وحرفه"، يقول الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، موضحًا أنه تعبير يقال للمنطقة المرتفعة الجبلية التي تطل على مناطق منخفضة، فالشفا هي حافة تلك الجبال المطلة على المناطق المنخفضة، وأضاف أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، أن شفا الشيء هو حرفه وطرفه، وشفا حفرة هو طرف الحفرة، وهو معنى مجازي دليل على قربهم من الدخول إلى النار.
وأشار البكري إلى أن الله سبحانه وتعالى يمن على الأوس والخزرج إذ أخرجهم من الكفر إلى الإيمان، ومنّ الله عليهم بالإسلام وكانوا قبله على شفا حفرة من الدخول إلى النار، فلو كانوا قد ماتواعلى هذا الكفر لوقعوا في النار، وأضاف البكري أن "طرف الشيء وحرفه هو الذي يهوى بالإنسان إلى الهلاك" ومثله قوله تعالى: "عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ".
وأوضح ابن كثير في تفسيره أن الآيات نزلت في الأوس والخزرج حيث كانت بينهما حروب كثيرة في الجاهلية وقبل الإسلام، فكانت العداوات والضغائن هي الأساس في علاقتهما معًا، وبسببها طال القتال والعداء، وحين دخل الإسلام أصبحوا "إخواننا متحابين بجلال الله، متواصلين في ذات الله، متعاونين على البر والتقوى"، وأضاف ابن كثير في تفسيره للآيات أن سبب وجودهم على شفا حفرة من النار هو كفرهم، وابعادهم عنها كان بهدايتهم للإسلام، وقال ابن كثير إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امتن عليهم بذلك يوم تقسيم غنائم حنين حيث غضب بعضهم من تقسيم الغنائم، فقال: " يَا مَعْشَرَ الأنْصَارِ، ألَمْ أجدْكُمْ ضُلالا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَألَّفَكُمُ اللهُ بِي، وَعَالَةً فأغْنَاكُمْ اللهُ بِي؟ " كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ".
فيديو قد يعجبك: