حكم فرقعة الأصابع أثناء الصلاة.. وتعرف على الممنوع والمباح والواجب في الحركة
كـتب - عـلي شــبل:
تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى سؤالا يقول: ما حكم فرقعة الأصابع أثناء الصلاة؟
في إجابتها أوضحت لجنة الفتاوى الالكترونية أن فرقعة الأصابع من الأمور الجائزة ما دام ذلك خارج الصلاة ولا يسبب ضررًا للإنسان، أمَّا إذا كان ذلك داخل الصلاة فيُكره؛ لأنَّه مما ينافي الخشوع في الصَّلاة ويؤثر على المصلين.
واستشهدت اللجنة بما جاء في [حاشية ابن عابدين]: «ويُكرَه فرقعة الأصابع وتشبيكها ولو منتظرًا الصلاة أو ماشيًا إليها للنِّهي ولا يكره خارجها لحاجة».
واستدلت بما ورد عن شعبة، مولى ابن عباس، قال: «صليت إلى جنب ابن عباس ففقعت أصابعي، فلما قضيت الصلاة قال: لا أم لك، تقعقع أصابعك وأنت في الصلاة» [رواه ابن أبي شيبة].
وما جاء في حاشية العبادي على تحفة المحتاج: «ويكره أن يروِّح على نفسه في الصَّلاة وأن يفرقع أصابعه أو يشبكهما؛ لأنه عبث».
حكم الحركة أثناء الصلاة.. الممنوع والمباح والواجب
من ناحيته، قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه على المؤمن في صلاته استحضار الخشوع والأدب بقلبه وجسمه، ولذلك فالْحَرَكَةُ فِي الصَّلَاةِ لَيْسَتْ مَطْلُوبَةً لقول الله- سبحانه وتعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، وقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للذي أساء في صلاته ولم يطمئن فيها: ارجع فصل فإنك لم تصل.
وأضافت لجنة الفتوى، في ردها على السؤال: "ما حكم الحركة أثناء الصلاة؟" أن تحديد الحركات المنافية للطمأنينة وللخشوع بثلاث حركات، فليس ذلك بحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وإنما ذلك كلام بعض أهل العلم، وليس عليه دليل يعتمد. إلا أن الفقهاء ذكروا أن حركات المسلم في الصلاة أنواع، وذكروا لكل نوع حُكماً: فمنها:
1- ما يبطل الصلاة كالحركات الكثيرة غير الضرورية والتي لا يُحتاج إليها، ومنها: ما هو مكروه وإن كانت لا تبطل الصلاة، كالحركات اليسيرة القليلة غير الضرورية والتي لا يُحتاج إليها كالعبث اليسير بالملابس أو البدن أو اللحية أو شعر الرأس بدون سبب، لأن ينتفي معه الخشوع المطلوب في الصلاة.
2- ما هو مباح كالحركات اليسيرة القليلة الضرورية والتي يُحتاج إليها كالتي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلها من حمل أمامة بنت ابنته زينب، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، وطلوعه على المنبر، ونزوله منه حال الصلاة، وفتحه الباب لعائشة، ونحو ذلك مما يفعله للحاجة ولبيان الجواز كما في سؤالك، والأفضل للمؤمن أن يحافظ على الخشوع، ويترك العبث قليله وكثيره؛ حرصًا على تمام الصلاة وكمالها؛ ولعظم شأن الصلاة، وكونها عمود الإسلام، وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة.
3- ما هو مشروع ومطلوب؛ لمصلحة الصلاة، وقد يصل الطلب لدرجة الوجوب، كمن كان مستقبلاً غير القبلة فعليه حينئذ أن يستقبل القبلة وجوباً لما روي أن الناس كانوا يصلون في مسجد قباء في صلاة الصبح فجاءهم آتٍ فقال لهم: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، فانصرفوا إلى الكعبة وهم يصلون، وقد يصل لدرجة السنة، كالحركات التي يتوقف عليها كمال الصلاة. مثل للمكان الفاضل، أو الدنو في الصف إذا انفتحت الفرجة فدنا الإنسان إلى جاره لسد خلل الصفوف وما يشبه ذلك.
فيديو قد يعجبك: