علي جمعة: العبادة بدون أخلاق هي عبادة منزوعة الروح كالجسد الميت
كتبت – آمال سامي:
نرى كثيرًا من يؤدي العبادات على أكمل وجه لكن أخلاقه عكس تلك العبادات تمامًا، والعكس صحيح، فنرى أخلاقًا بلا التزام بالعبادات، فنقف في حيرة متسائلين عن حكم الشرع في ذلك، في برنامج "والله أعلم" للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، سئل فضيلته: هل عندما تتناقض العبادة مع الأخلاق فيكون الشخص يصلي ويصوم لكن اخلاقه متدنية هل ينتقص تدين الأخلاق من أجر العبادة؟
عودنا الشرع الشريف أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر وألا نعكس ذلك، يؤكد جمعة موضحًا أن الصواب ألا ننهي الناس عن الخير إذا كانت لهم أفعال منافية للشريعة، فيقول: "فإذا وجدت رجلًا يصلي لكنه يشرب الخمر فلا تقول له أبدًا أترك الصلاة لأنك تشرب الخمر بل أقول له أترك الخمر لأنك تصلي"، ونصح جمعة من يتمسك بالعبادة وحدها أن يعرف أن ذلك ليس غاية الآمال فلابد أن تؤتي تلك العبادة ثمارها، لأن الله تعالى وصف العبادة المقبولة فقال: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "، فالله قد جعل فائدة لهذه العبادة وهي قوله: لعلكم تتقون، يقول جمعة، فغياب التقوى دليل على نقصان العمل أو وجود خلل فيه أو أن من أداه لم يستفد من ثمرته، وفي نهاية حديثه أكد جمعة أن العبادة بدون أخلاق "هي عبادة منزوعة الروح كالميت..فلابد أن تحيي عملك بأخلاقك" وقال أن هذا هو أساس التعليم وحذر ممن يدعون الآخرين بترك الشريعة مؤكدًا أن ما يجب علينا هو أن ننصحهم بمجاهدة النفس ليكملوا حقيقة الشريعة بعدما أدوا العبادات.
فيديو قد يعجبك: