علي الجفري: التفريط في التجديد إثم والوسطية ليست وسطًا بين الحق والباطل
كتبت – آمال سامي:
في لقائه مع شباب الجامعات، وتحديدًا من ندوة عقدت مؤخرا بجامعة الدلتا للعلوم والتكونولوجيا، بمحافظة الدقهلية، تحدث الداعية الحبيب علي الجفري عن مفهوم التجديد الديني والفارق بينه وبين تجديد الخطاب ومعنى الوسطية، فقال أن الفرق بين التجديد الديني وتجديد الخطاب هو التجديد الديني ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها"، وقد الف أهل السنة والجماعة كتبًا حول مفهوم التجديد كثيرة هل هو شخص واحد يجدد أم مجموعة من الأشخاص، يقول الجفري مؤكدًا أن مفهوم التجديد هو من صميم الدين الإسلامي ومن علامات أنه صالح لكل زمان ومكان،فهو يستطيع أن يتعامل مع المتغيرات.
وتابع الجفري، في فيديو نشره عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، شارحًا أن النصوص القرآنية قطعية الثبوت ولكن ليس كل الآيات قطعية الدلالة، فهناك آيات ظنية الدلالة تحمل معنى وآخر، والله جعلها كذلك لحاجة البشر لهذا، وضرب مثالًا على ذلك بما حدث مع مذهب الإمام مالك حين طلب الحاكم من الإمام مالك أن يطبق مذهبه في الموطأ في العالم الإسلامي كله، رفض وقال له أن اصحاب النبي تفرقوا في البلدان وكل منهم يفتي بما سمع.
فمفهوم التجديد هو مطلوب والتفريط فيه اثم، يقول الجفري مستدركًا أننا قد وقعنا بين تطرفين تطرف حول الكلام عن التجديد، فنموذج حول التجديد إلى تبديد، فصار يتطاول على الرموز، "فالنقد متاح لكن النقض هذا هدم ولا يصح أن يأتي شخص يسب ويشتم رموز الأمة ويتهمهم بابشع الألفاظ..وبعد ذلك التطاول على الثوابت لدينا والسنة النبوية والقرآن الكريم.."، ويتابع الجفري مؤكدًا على أن التجديد ليس التبديد وليس النقض، وأشار إلى أنه في المقابل تطرف آخر ، يعتبر كل شيء ثوابت حتى الأمور الفقهية القابلة للنظر، فتجده يغضب ويقول أنها ثوابت، على الرغم أن المسألة فيها أخذ ورد، "الشافعي غير مذهبًا كاملًا عندما ذهب لمصر".
وأوضح الجفري أن التجديد درجات، أولها التجديد الاطفائي وهو اطفاء النيران المشتعلة والرد على شبهات المتطرفين الذين يبيحون قتل الناس والذين حرفوا مذهب أهل السنة والجماعة، وكذلك الأسئلة المشككة في الإسلام والداعية للإلحاد، وهناك تجديد أعمق كالنظر في المسائل الفقهية والعقائدية التي تحتاج إلى مناقشة، والأكثر عمقًا هو تجديد النموذج المعرفي، فبدون صياغة تنظيرية فلسفية حقيقية نعيد بها رؤيتنا للعالم لن نستطيع أن نجدد.
وقال الجفري إن مفهوم الوسطية لا يعني أنها وسط بين الحق والباطل بل هي ارتقاء في الحق نفسه، والدين نفسه دين وسط، حيث قال تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا، فالإسلام قائم على الوسط، لكنه يعني الرقي والسمو ومن ضمن معانيه السعة وعدم التضييق.
فيديو قد يعجبك: